"العربية بين اكتساب المعرفة وإنتاجها": أسئلة اليوم الثاني

04 مارس 2019
من جلسات اليوم الثاني
+ الخط -
تواصلت، اليوم، أشغال الندوة العلمية الدولية التي ينظمها مركز اللغات في "معهد الدوحة للدراسات العليا" تحت عنوان "العربية بين اكتساب المعرفة وإنتاجها: مقاربة استشرافية" متضمّنة خمس جلسات ناقشت محاور متعدّدة تقاطعت مع مواضيع اللغة والتعليم والاكتساب المعرفي والاستعمار.

وافتتحت أعمال اليوم بالجلسة الخامسة التي سلّطت الضوء على قضية "تعليم العربية القائم على المعايير" من خلال دراسة التجربة القطرية باعتبارها رائدة في هذا المجال، حيث تحدّث اختصاصي معايير المناهج في وزارة التعليم والتعليم العالي القطرية، أحمد روبين عبد القادر، عن تجربة التعليم القائم على المعايير في قطر من زاوية تاريخية، مشيراً إلى أن مبادرة تطوير التعليم التي كانت تحت شعار "تعليم لمرحلة جديدة" انطلقت عام 2004، وكانت اللغة العربية إحدى أربع مواد رئيسة وضعت لها معايير ووثيقة بعد سلسلة من الإجراءات البحثية والمسحية، تمَّ من خلالها رصد مجموعة من مناهج تعليم اللغة العربية في دول عربية مختلفة.

كما طرح اختصاصيّ معايير المناهج في وزارة التعليم والتعليم العالي، مروان محمد شاكر، أهم التحديات التي واجهت هذه التجربة، واختُتمت الجلسة بورقة عمل قدّمتها استشارية التعليم  في الوزارة، نادية المسيفري، تحدثت فيها عن مشروع تطوير المناهج، الذي يهدف إلى المواءمة مع رؤية قطر الوطنية 2030 والإطار العام للمنهج التعليمي الوطني.

وانشغلت الجلسة السادسة بمحور "التكنولوجيا ورفع كفاءة التعليم والتعلّم"، وشارك فيها أستاذ الصحافة الإلكترونية بقسم الإعلام في جامعة قطر، محمد الأمين موسى، بورقة حملت عنوان "عربية الإعلام الجديد: الإفلات من حارس البوابة"، سعت إلى دراسة واقع تداول المتواصلين للغة العربية عبر وسائل الإعلام الجديد. وتطرّق الباحث إلى واقع تداول المتواصلين للغة العربية عبر وسائل الإعلام الجديد، والتي تشمل شبكات التواصل الاجتماعي الرقمي، والمنتديات، والمدوّنات، والصحافة الإلكترونية، بعد أن مكنت ثورة الويب كافة المتواصلين من تخطي حارس البوابة، الذي كان يشكل رقابة على محتوى الرسائل التواصلية وشكلها.

أما الباحث في "جامعة مونتريال" الكندية، نزار غزاوي، فجاءت ورقته لتناقش المحتوى العربي التخصّصي على الإنترنت في القرن الحادي والعشرين.

وشملت الجلسة السادسة أيضاً ورقة حول "اللغة العربية ورهانات مجتمع المعرفة"، سعى فيها أستاذ التعليم العالي بجامعة السلطان مولاي سليمان، عبد العالي العامري، إلى وضع تصوّر علمي، يبيّن مؤشرات تأهيل اللغة العربية في بناء العلوم والمعارف ونقلها وتداولها. وأكد العامري أن تعليم اللغة العربية في حاجة ماسة إلى ثورة رقمية ومعلوماتية، بما يسهل استعمالها ومتابعتها عبر الشبكة المعلوماتية التي أصبحت اليوم تقدّم خدمات جليلة للمتعلمين عبر العالم.

"الاكتساب المعرفي من منظور المتعلّم" كان موضوع الجلسة السابعة، وضمنها قدّم الباحث السوداني، أحمد محمد ورقة، بحثاً بعنوان "نحو استخدام العربية لاستدامة المعرفة"، اهتمت بالنقاش حول الوضع الحالي للغة العربية كمصدر للمعرفة.

واشترك الباحثان مدير "معهد الدوحة" بالوكالة، ياسر سليمان، والأستاذ بالمعهد أشرف عبد الحي، في تقديم ورقة بعنوان "تعلّمتها في المدرسة ولكنها لغتي الأم: الفصحى بين الممارسة والأيديولوجيا"، ناقشا فيها مسألة تعريف "اللغة الأم" في علاقتها بالمستوى الفصيح من العربية.

كما ضمت الجلسة السابعة ورقة طرح فيها الأستاذ بـ"معهد الدوحة"، رجا بهلول، بعض النقاشات حول العلاقة بين اللغة والفكر، مؤكداً على أن المعاني والأفكار هي تجريدات لا يمكن تصوّرها بمعزل عن اللغة، وأن العلاقة بين اللغة والفكر ليست علاقة سببية وإنما وظيفية. واهتمّت، أخيراً، الجلسة الثامنة بتسليط الضوء على مسألة إنتاج المعرفة ولغتها وسؤال الهوية، بمشاركة باحثين تناولوا مواضيع لها علاقة باللغة والمعرفة واللسان والعمران.

في نهاية اليوم، جرى إطلاق كتاب "اللغة العربية في النظام الصهيوني: قصة قناع استعماري" لإسماعيل ناشف والذي صدر نهاية السنة المنقضية عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات". يهتمّ الكتاب بمواقع اللغة العربية الفصحى في النظام الصهيوني، والتحوّلات المختلفة التي مرت بها منذ عام 1948 حتى الآن، وقد شارك في الجلسة كل من الباحث في "المركز العربي"، حيدر سعيد، الذي قدّم قراءة للكتاب، وقدّم أستاذ الفلسفة في "معهد الدوحة"، رشيد بوطيب، ورقة بعنوان "الشكلانيون الروس في الأراضي المقدسة"،  فيما تحدث الأستاذ بـ"معهد الدوحة"، أشرف عبد الحي، عن القناع الصهيوني من خلال الممارسة اللغوية، وحاضر الأستاذ بـ"معهد الدوحة" أيمن الدسوقي، حول "العربية: مادية الفكر اللغوي وتحديات المنتوج الثقافي".

وتختتم أعمال الندوة غداً الثلاثاء بثلاث جلسات، هي: "العربية وإنتاج المعرفة التخصصية"، و"آليات إنتاج المعرفة بالعربية لغير أبنائها"، و"التخطيط اللغوي والقيمة الاقتصادية".

المساهمون