نولة درويش.. في صحبة الطعام

01 ابريل 2018
(نولة درويش)
+ الخط -
توقّع الباحثة النسوية المصرية نولة درويش كتابها "في صحبة الطعام" الصادر مؤخّراً عن دار "هنّ" عند السادسة من مساء غدٍ الإثنين، في مقر الدار بالقاهرة.

تنضمّ درويش بذلك إلى قائمة صغيرة من الكاتبات في العالم، اللواتي وجدن في الكتابة عن وصفات الطعام وطرق تحضيرها باباً للحديث عن الذكريات والأسرة والعادات والتقاليد، ومن بينهن التشيلية إيزابيل الليندي في كتابها "أفروديت".

لكن درويش تسلك طريقاً مختلفاً حيث تعدّ بالفعل قائمة من الوصفات من المطبخ المصري واليوناني والتركي، وليس مستغرباً امتزاج هذه المطابخ الثلاثة نظراً للتاريخ الثقافي والاجتماعي المشترك. 
تقول درويش في مقدمة الكتاب "عندما بدأت هذه المغامرة في عالم الطبيخ، لم أكن على دراية بأن هناك ما يسمّى بأنثروبولوجيا الطعام؛ أي أن هناك علماء بحثوا في علاقة الأكل في نواحٍ شتى من حياتنا، بل يمكن القول إن الأنثروبولوجيا تتضمّن تخصصاً محدداً في هذا المجال".

تلفت الباحثة إلى تعريفات لأنثروبولجيا الطعام حيث أنها "تحليل الطعام في الإطار الثقافي؛ فبينما يتمثل الهدف الأساسي للطعام في التغذية، هناك بُعد ثقافي أيضاً بحيث يختار الناس ما يأكلونه ليس فقط من حيث الطعم أو القيمة الغذائية، إنما بحكم عوامل ثقافية، ودينية، واقتصادية، واجتماعية، وبيئية".

تشير إلى تعريف روبين فوكس، عالم أنثروبولوجيا الطعام: "أن جميع الحيوانات تأكل، لكن الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يطبخ؛ وبالتالي، يصبح إعداد الطعام أكثر من مجرد تلبية لاحتياج: إنه رمز لإنسانيتنا".

تقول درويش "دفعني إلى الكتابة الحنين الجارف إلى أيام – أحسبها كانت سعيدة – وذهبت، ولم يبق منها سوى بعض الصور التي تتلاشى معالمها بمرور الزمن، رنين صوت يخفت مع الوقت، وروائح بيت أذكت أنوفنا ونشتاق إلى استرجاعها. كما شعرت أن عملية إعداد هذا الكتاب ستعيد إليّ ذكريات مع الأهل والأحباب الذين اختفوا اليوم عن حياتي، وبهذا ستعيد إليهم بعض الحياة".

تعود درويش أيضاً إلى مقولة محمد تركي الربيعو "فُتحت محلات الوجبات السريعة والكوفي شوب التي تقدّم أنواعاً مختلفة من الأطعمة والأشربة، مع نهاية التسعينيات في القاهرة، كفضاءات مؤسسة لجماعات متخيّلة جديدة داخل المجتمع المحلي المصري، بشكل أخذ يرسم خرائط جديدة على مستوى التآلف والانتماء، ذلك أن الانتماء الكوزموبوليتانية ذا الأساس الطبقي في هذه الأماكن نشأت عنه تشكيلات جديدة للقرب والبعد أدت إلى تشريح وتشظي المشهد الاجتماعي القاهري".

دلالات
المساهمون