طلّة معلوف: ابتسامات بأنياب

08 يونيو 2016
معلوف أثناء منحه "وسام الفارس" الفرنسي، 2012 (تصوير:ف. غوتلو)
+ الخط -

حين جاء المدعو بوعلام صنصال، المسمّى كاتباً بقوة المؤسسة الفرنسية، ليهرّج في مهرجان صهيوني في القدس المحتلة في ذكرى "توحيد المدينة" تحت راية المحتل في أيام كهذه الأيام قبل سنوات؛ لم نشعر سوى بالاشمئزاز، وكذلك الأمر حين ركع (حرفياً) قبل سنوات محسن مخملباف في مهرجان سينمائي إسرائيلي والتقطت له صور بلهاء وهو في تلك الوضعية المازوشية.

كان يمكن ملاحظة مزيج من انتهازية فاقعة وكره ذاتٍ عميق يدفع مثقفا أو فناناً لاسترضاء تركيبة استعمارية فاشية تعتدي على بلاده مثل "إسرائيل" والحج إليها. ولن يعدم الصهاينة أشباه هؤلاء مستقبلاً.

لكن ما دخْل أمين معلوف بهذا المشهد ولماذا يريد دخوله؟ يصعب التصديق أنه لا يعرف هوية وأهداف القناة الإسرائيلية التي "حاورته" وهو المقلّ والحريص في إطلالاته الإعلامية. يصعب التصديق أنها مجرّد سقطة أو وهن شيخوخة مبكرة. ليس مجبراً ولا مضطراً.

لماذا إذن يفعلها كاتب يحظى باحترام ومقروئية معقولين جداً في عالمه العربي، وفي وطنه بالولادة لبنان ووطنه بالاختيار فرنسا؟ هل هي صدفة أن هذه "الطلّة" على "إسرائيل" تجيء بعد منحه "جائزة شخصية العام الثقافية" من إحدى بلدان الخليج؟

هل نصّب معلوف نفسه أو نُصّب "وجهاً ثقافياً" لتلك الترّهة المسماة "المبادرة العربية"؟ هل ابتساماته السخيّة للمذيعة الصهيونية ذات الأنياب مجرّد بلاهة أم هي شطارة تاجر يعرف ما الذي يبيعه؟

المساهمون