1
لو يصحّ الصمت،
كما تصحّ الكلمة،
لو كنت شيئاً عارياً أمام الكلمة
لو تسنّى لي أن أكون خصبةً كما هي الأرض خصبة،
أكون في ثغرها،
من صمت الأرض ومن صخبها،
أسحب جذعاً
كجسدٍ نحيلٍ وورقتين كثديين
- أُرضع الأرض، وقبل ذلك أمارس الحب معها –
أجعلني غابة، ثمرة جوزٍ أو لوزًا مُرّاً،
أُراقب الليلَ وليكن نوماً هانئاً،
دثاراً أبيضَ
لو تسنّى لي أن أصبح نبتةً متسلقة، لبلاباً أخضرَ،
أنفتحُ وأسيلُ، بعصارة بيضاء أسيل
وأتذكر صوتك
لذا أنا حيّة.
2
تمدّ ذراعيها
كنعمةٍ ضائعة،
حيث يكتمل الزمنُ ويستسلمُ
هذه المدينة
فقرات ظَهْرها
تتشابك مع فقرات ظَهْري
ذات الفقرات
خطوطُ عرضٍ مضبوطة
على جدران يجتاحها اللبلاب، شاسعة،
متّسعة الرؤى على غيرها
بلا دمعة واحدة
ربما آهة،
خلف الزاوية
ومِن حلق من يمارسون الحب
ضع فمك
على مرورِ
وقتي هذا، عليها،
فوق هذه التقاطيع
من اللذة
لا نبطل شيئاً
نجعل أنفسنا أبديين، أبديين وامنحني
نفُسك
أرجوك،
هنا:
تماماً حيث أنبض بروما.
3
هذا الزيت المقدّس، مطرٌ على الحواشي،
ألمحهُ مِنَ البلدات المهجورة
مِن حواف فمك
تقول:
بإمكاني أن أُمطر، مجدداً،
ترغبين؟
هذا الدير
والمعبد
والسلطة المُطلقة، لا جدال فيها
تًرَفُ الوقت البطيء
لخصركِ الصَلْب هذا، ضفّة،
بلا هدنة، الرائحة التي تدفع
السحايا المسحوقة، المغلوبة
من هذا الغياب الحضور
وأنبِضُ من الداخل
ينبض كلّي، كزهرة بريمولا،
أنا جاهزة
تقريباً لأزهر
تقريباً هو الربيع:
أنت ماء
رَوِّ جذوري هذه
ترابي وانتظاري.
4
إذا استحلتُ هواءً
جذوري هذه ستعلو
عن الأرض
تغدو أذرعاً
بلا احتكاك بلا فراغ
بلا ألمٍ ولا رائحة
لا سلطان
لجسدٍ
يردعني
لعلّي أكون لكم نسمةً
وليذكرني الزمن
كورقة موزِ الجنّة
على ضفة نهر "التبر"
آخر من استسلمَ آخر من
سَقَط
نقصٌ طفيف
"دُوّيرةٌ" معزوفة على الناي
قبل النوم
نعاسٌ تام مجرّد من الأخطاء
دون إعادة كرّة
كلّه دفعة واحدة
لا أحد يعاني لا دمعة
لا علامات ترقيم
لا فراغات بين الأسطر
أرجوكم ولا واحدة
لتكن رقصة
الشفاءُ
غيابٌ أثيريّ
فقد كنت ورقةً
وقبل ذلك جذراً
وجذراً لا بدّ أن أعود
لا دمعة
فقد أكون هناك
ليس تحت متر
ونصف من التراب
ولكن في زقزقات السنونوات
تحت الأسطح وفي الإطارات
النيلية لسماء روما
وفي ظلّ أروقة بولونيا
إلمسوني
أنا اللبلاب
الحيّ أبداً
في فعل الوفاء.
* Elisabetta Destasio شاعرة إيطالية من مواليد 13 مايو/ أيار 1968 بروما. اكتشفت حبّها للشعر منذ صغرها، وأيضا بفضل صداقة والدها مع الشاعر والسينمائي بيير باولو بازوليني. صدر لها "حلم من فولاذ" عام 2014 و"جسد في روح" 2015 عن منشورات أناليس، وقريبا "أماكن مدنسة"، التي اخترنا منها هذه القصائد. تعمل الشاعرة في مجال الإنتاج المسرحي والموسيقي منذ عام 1995.
** ترجمة عن الإيطالية أمل بوشارب