القربان البديل: توارُث حورس

27 ابريل 2015
لوحة نارمر
+ الخط -

يضمّ كتاب "القربان البديل: طقوس المصالحات الثأرية في جنوب مصر" للشاعر والباحث المصري فتحي عبد السميع، خمسة فصول، إضافة إلى مقدمة عن منهج اللاعنف وفن المصالحات الثأرية، حيث يتناول هذه الأخيرة بوصفها طقوساً، إذ يرصد الكاتب تلك الطقوس ويبحث في هويتها من خلال تحليل علاقتها بـ "طقوس العبور"، كما يقوم بتحليل هوية تلك الطقوس الثقافية.

وتتناول الفصول الثلاثة الأولى من الكتاب، الصادر عن "الدار المصرية اللبنانية"، مفهوم "القربان" وطقس "القودة"، التي يتّبعها أبناء الصعيد في حلّ مشكلات الثأر بأن يقوم بعض أفراد القاتل بحمل كفنه أمام جمع من عائلة القاتل والمقتول، والمتغيرات الحديثة التي طرأت على تلك الطقوس. ويخصّص الكاتب الفصل الثالث للبحث عن "القودة" في الثقافة الإسلامية وعند العرب قبل الإسلام.

ويعرض الفصل الرابع قضية "الثأر والتسامح" ويتناول أسطورة "التسامح المستحيل"، كما يقدّم قراءة في قصة حمزة بن عبد المطلب. ويتناول الفصل الخامس المصالحات في الصورة السينمائية باتخاذ فيلم "دماء على النيل" (إخراج نيازي مصطفى) نموذجاً.

يأتي هذا العمل في إطار محاولة الكاتب لإثبات أن هذه الطقوس متوارثة من مصر القديمة، إذ ظهر القتل الرمزي في احتفالات العيد الثلاثيني الذي كان يُقام بمناسبة مرور ثلاثين عاماً على حكم الملك. يبدأ العيد بقتل الملك نفسه لتجديد الحياة. وقد تدخّل الكهنة لتقديم بديل عن قتل الملك يتمثل في دفن تمثال الملك.

كما تظهر بعض طقوس الصعيد في لوحة "نارمر" الشهيرة، حيث يقوم حورس، الذي يوازي "قاضي الدم" في الصعيد، بشدّ المحكوم عليهم بالقتل وهم حفاة وبدون غطاء رأس ليقوم الملك بالعفو عنهم، والذي يوازي "ولي الدم" في طقوس الصعيد.

جدير بالذكر أن فتحي عبد السميع شاعر وباحث من صعيد مصر، أصدر عدة دواوين شعرية، ومن أبرز أبحاثه "المكان وتجليات الموروث الشعبي في شعر العامية" و"الوعي الشفاهي والوعي الكتابي" و"أزمة الهوية العربية" و"ثقافة الثأر وشعرية الهامة".

دلالات
المساهمون