نيكانور بارّا يغادر القصيدة المضادّة

24 يناير 2018
(1914 - 2018)
+ الخط -
رحل مساء أمس الثلاثاء الشاعر التشيلي نيكانور بارّا (1914 – 1918) في منزله في مدينة لاس كروسيس التشيلية، وهو شاعر عُرف منذ خمسينيات القرن كواحد من المجرّبين في القصيدة الحديثة القائمة على مناهضة "الشعر" ذاته أو بالأحرى تقاليد الشعر حين تتحول إلى أنماط تأسر الكتابة وتضعها، وقد ترك بارّا أكثر من عشرين كتاباً.

وُلد صاحب "قصائد وقصائد مضادة" لوالد يعمل معلّم مدرسة في بلدة سان فابيان، وتخرّج عام 1938 في تخصّص الفيزياء والرياضيات، وأكمل دراساته العليا فيها حتى عاد مدرّساً في "جامعة تشيلي" منذ منتصف الأربعينيات، لكنه كان قد بدأ مشواره كشاعر قبل ذلك بكثير حين أصدر مجموعته "أغانٍ دون عنوان".

تتميّز كتابات بارّا بالتهكم والمفارقة الممزوجة باللامبالاة اللاذعة، من دون أن تغفل تفاصيل الواقع السوداوية، لينظّر لاحقاً للشعر المضاد كنوع من القصيدة المتمرّدة على الأنواع والأشكال، من خلال تفكيك السائد ومحو الحدود بين الأنواع الأدبية، وربطها بلغة يومية وتجربة واقعية، وهو يعبّر عن ذلك بقوله: "ما هو الشعر المضاد:/ زوبعة في فنجان شاي؟/ بقعة جليد فوق صخرة؟/ حوض غسيل مليء بالفضلات الآدمية".

والقصيدة المضادّة عند بارا تتأمل وتستقصي وتتقلب بين أشكال شعرية وغير شعرية عدة مستفيدة من المسرح والسينما والبوب آرت، تتوسّل لغة أقرب إلى مفردات الحياة اليومية تجاورها مقولات فلسفية وصياغات سوريالية مخفّفة ومفردات قادمة من شتى الحقول العلمية والصناعية والتجارية والدينية والسياسية متضافرة جميعها في نوع من الكوميديا السوداء.

من أبرز مجموعاته الشعرية؛ "رقصة الكويكا الطويلة" (1957)، و"أشعار الصالون" (1962)، و"أغنيات روسية" (1967)، و"قميص المجانين" (1969)، و"متفجرات" (1972)، و"أعمال فنية" (1973)، و"خطب ومواعظ مسيح إلكي" (1977)، و"خطب ومواعظ مسيح إلكي الجديدة" (1979)، و"نكات بارا لتضليل الشرطة" (1983)، و"أوراق بارا" (1985)، و"قصائد غير منشورة" (1988)، و"صفحات خاوية" (2001)، و"خطاب على الطاولة" (2006). وصدرت له بالعربية مختارات بعنوان "كأنما لا شيء يحدث في تشيلي.. أبيات بارّا لتضليل الشعر" (2014)، انتقاها وترجمها أحمد حسّان.

المساهمون