المعذرة

03 ابريل 2018
(عمل مشترك لـ آمنة مصمودي وأسماء منوّر/ تونس)
+ الخط -

يوم 2 يناير 1976، خرجت من جلسة تحقيق حوت فنون الأدب، باستثناء فنّي المفضّل.
على الباب رافقني ضابط "الشين بيت" (وكان لقبه "أبو جلال")، وبصقَ آخر تهديداته: "تذكّر: سأرافقك كذيلك، سأخرج لك من المرآة".

بعد أكثر من اثنين وأربعين عاماً، سأكتب في خلوة بريف مانريسا، وفي سياق منبت الصلة، هذه الشذرة، ضمن مشروع لن يكتمل:
"المُخبرُ في المرآة".
سأتركها، وأعود إليها بعد أسبوع، للتنقيح، فلا أمسّها.

بل أصفن، ثم أمشي في الشقة، فيعودني طيف البهيّ أحمد جرّار، وصدى من نائي تلك الظهيرة.

أقول: الفاشي يجيد استخدام المجازات الأدبية، ويخفق بشكل جميل في عمله المهني.
الفاشي، الذي بلكمة من مساعده، كسر سنّي الأولى في منتصف الجلسة، ثم ختمَها بمجاز الشعر.

وهكذا، يا أحمد السامق، قُدّر لنسخة منقّحة من الإرهاب الخالص، أن تأتي فنونَ الأدب، من غالب أطرافها (قصة قصيرة، ومسرح، وشعر، وربما فصل هذياني من رواية)، في جلسة واحدة.

لكنني، يا أحمدنا، خفّفت من وقع الحقيقة الثقيل، حتى أن الشذرة خرجت: "لايت".
وبهذا أكون خنت الحقيقة، وخنت أمثالك البهيّين، من حيث لا أقصد.
فالمعذرة أتوسّلها من كل بهيّي بلادنا.

هذا الجيل الطالع (لهم)، من حيث لا يحتسبون.
أبوس الأرض تحت نعالهم وأفشل أن أفديهم حتى بشقّ شذرة.

المساهمون