ككلّ الاكتشافات العظيمة

29 اغسطس 2016
هدى رجب/ تونس
+ الخط -

تقترب الساعة من الثالثة.

يُفترض أنني أعمل الآن، بدليل أن السماعات تلقي إلى أذنيّ une musique douce pour arrêter de penser.

هأنذا أسمع صوتاً يهمس باسمي من خلال النافذة المفتوحة. لستُ متأكّداً من أنني سمعتُه، لكن، ماذا سأخسر إن ألقيتُ نظرة؟ احتمالُ أن يكون أحدهم استعاض عن هاتفه بهذه الطريقة الكلاسيكية يبقى وارداً. أحياناً (بالنسبة إليّ كثيراً ما) نجد أنفسنا بلا زْوانت*.

في العتمة رأيتُه. بومدين. اعتقدتُ أنك عدتَ إلى البيت. لكنه لم يفعل. لم تكُن وحدات الهاتف، فقط، ما ينقصه في هذه الساعة المتأخّرة.

- أُريد سيجارتين.

أعرف أنه لا يُدخّن أكثر من سيجارتين في الليلة الواحدة. أمّا أنا، فلديّ علبتان. ماذا سأخسر إن أعطيتُه خمساً منها؟

سأخسر خمس سجائر طبعاً.

وأنا أعود إلى الكرسي، انتبهتُ إلى أنّني أعمل على الكمبيوتر منذ ثلاث ساعات واضعاً النظّارة الشمسية، بدل نظّارة الرؤية التي كسرتُها منذ يومين. ربّما عليّ تسجيل ملكية هذا الكشف العلمي الهامّ، الذي، وككّل الاكتشافات العظيمة في التاريخ، أتى صدفةً، وعلى الثالثة صباحاً.

النظّارة الشمسية مفيدةٌ للعمل على الكمبيوتر، وهذه ليست مزحة.

سأنشر هذا الهراء الآن، وسأخلد إلى النوم. لكن، ذلك الذي همس باسمي من خلال النافذة طالباً سيجارتين فناولته خمساً، هل كان بومدين حقّاً.


* وحدات الهاتف



دلالات
المساهمون