مجاز الحلزون

20 ابريل 2018
صليبا الدويهي/ لبنان
+ الخط -

نحلم بالشيء الأكثر صعوبة: التغيير. ونغني أغنية البجعة وأمامنا هذا: لم يتغير شيء. فهل تراها كذبت علينا أحلامُ يقظتنا وما نقرأ في المنامات؟
ذا هو الأرجح، فالأحلام والقراءات، هي أيضاً تكذب، كما يعرف ويكذب الجميع.

لكنّ السؤال يبقى السؤال: بعد أن نغرّد نحن ونتوكّل، ماذا سيفعل أحفادنا بحبالهم الصوتية، من ضمن ممتلكاتهم القليلة الأخرى، لئلا يختموا بذلك الجنّاز؟
ولماذا سينقفل عليهم قوسُ قزح النغمات والأصوات، فلا يترك أمامهم مفتوحاً إلاالتغريد؟
أما من خيار آخر؟

وإذا كانت البجعة هي البجعة والبشر هم البشر، فحتّام يُربط قدر تلك السمينة بأولئك النحاف؟ ولمَ تُخلط المصائر عن قصد؟
وإلام نحن الوحيدون البجعيّون؟

ومتى نخرج من هذا المجاز قليل الأدب، ناهيك عن كُلفته الباهظة خارج الأدب؟
ولمن نوجّه الأسئلة أعلاه؟ لكنا نتمنى أن تكسر ـ هذه الأسئلة ـ حاجز المونولوغ فتتحول إلى ديالوغ مع أحدٍ ما مثلاً؟
فهل هذا مستحيل؟
مثلما هو مستحيل، أن تأتي الرياح بما تشتهي سفن الأحفاد؟
الأحفاد، الذين لا نرغب لهم أن يُشابهوننا، نحن الذين أمضينا أعمارنا هكذا:
من صفعة الواقع، إلى بصيص الحُلم. ذهاباً وإياباً وبالعكس.

كلا.
سنحلم لهم، أن يتقدّم تاريخهم، بشكل حلزوني، وإن كان لا بد من مجاز، فليكن مجازهم المستقبلي هو الحلزون لا البجعة.
الحلزون أرحم وخالٍ من الكولسترول!

المساهمون