وصلت حالة الطوارئ التي يعيشها العالم اليوم بسبب فيروس كورونا إلى آفاق جديدة حيث ينتشر المرض بسرعة في مناطق مختلفة من الصين إلى أوروبا إلى أستراليا وآسيا وأميركا، ويبلغ عدد ضحاياه إلى اليوم قرابة الثلاثة آلاف تقريباً، ومثل أي سوق آخر، تأثرت الأسواق الفنية على حد سواء بالوباء، وبعد أسابيع قليلة من قيام المنظمين بإلغاء تظاهرة "آرت بازل" في هونغ كونغ، هناك مخاوف من إمكانية إلغاء معارض فنية في أوروبا وأماكن أخرى في الأسابيع وربما الأشهر المقبلة أيضاً.
اليابان، التي أعلنت عن مائتي حالة مصابة بالكورونا، أغلقت متاحفها إلى أجل غير معلوم، وتضرّرت فعاليات ومعارض عالمية كان من المفترض أن تقام في "متحف طوكيو الوطني"، و"متحف كيوتو"، و"متحف موري للفن: وغيرها، وأعلنت هذه المؤسسات بتعويض تذاكر مرتادي المتحف لمن حجز خلال الشهر الماضي والجاري.
وبإغلاق متحف طوكيو للفنون الغربية، يتأجل المعرض الذي كان من المفروض أن يضم ستين عملاً فنياً من أهم الأعمال في تاريخ الفن الأوروبي، ومن بينها لوحة فان غوغ "عباد الشمس"، التي كانت في طريقها من "معرض لندن الوطني" إلى "متحف طوكيو"، وهي المرة الأولى التي تغادر فيها لوحة الفنان الهولندي أوروبا.
اليابان ليست الوحيدة في إغلاق المتاحف، بل إنها حذت حذو كوريا الجنوبية وإيطاليا اللتين قررتا إغلاق المتاحف في وقت سابق. أما في ألمانيا فقد أدت المخاوف من انتشار الفيروس إلى إلغاء معرض "لايت آند بيلدنغ" في فرانكفورت، وكذلك يشهد شمال إيطاليا سلسلة من عمليات الإلغاء في تقويم المعارض العالمية المختلفة، كما منعت الحكومة السويسرية أي تجمع يفوق ألف 1000 شخص، ما يعني إلغاء تظاهرات فنية كانت مقررة في الشهر الجاري مثل بينالي بازل العالمي.
على الرغم من أن عمليات الإلغاء الواسعة النطاق تقتصر في معظمها على أوروبا، إلا أن التحذيرات من انتشار المرض في الولايات المتحدة أثرت على سوق الفن، ومن المحتمل تأجيل معرض "فريز نيويورك" العالمي الذي كان من المقرر انعقاده في أول أيار/ مايو، ومن المتوقع خلال الأيام القليلة المقبلة أن تزيد حالات إلغاء المعارض والمؤتمرات.
أحد المعارض الرئيسية التي قد تتأثر بكورونا هو "ساو باولو آرتيه" في البرازيل، المقرر عقده في الفترة من 1 إلى 5 نيسان/ أبريل، حيث أعلن عن أول حالة مصابة هذا الأسبوع، وحتى الآن لم يعلن المنظمون قرارهم الأخير بشأن التظاهرة، لكنهم أعلنوا أنهم في حالة ترقب.
وفي ما يخص معارض الكتب، فقد جرى تأجيل "معرض بغداد الدولي للكتاب"، وإلغاء "معرض بولونيا لكتب الطفل"، وانسحبت مجموعة من أهم دور النشر الأميركية من "معرض لندن الدولي للكتاب" الذي كان من المفترض أن ينعقد بعد أيام، من بينها "سايمون آند شوستر"، و"ماكميلان"، و"بنغوين" وحتى الآن لم يجر الإعلان رسمياً عن إلغاء التظاهرة، أما "معرض باريس للكتاب" فقد أعلنت فرنسا إلغاءه رسمياً وحتى إشعار آخر.
أكبر الخسائر في سوق الفن بحسب التقارير المختلفة، فقد منيت بها الصين، ما يعتبر حاسماً في في وقت نشطت فيه هذه السوق وأخذت تجتذب المزيد من هواة الاقتناء والعملاء والفنانين والعارضين.
من جهة أخرى يرى مراقبون إن إلغاء المعارض العالمية الكبرى، فرصة لإعادة النظر فيها وفي أدائها السنوي وتجربة رصد اضطرارية لأثر غيابها على سوق الفن. ومن التظاهرات المتوقع إلغاءها "آرت دبي" الذي ينعقد في 25 من الشهر الجاري، و"باريس للفن والتصميم" في الأول من نيسان/ أبريل المقبل، و"المعرض الأوروبي للفنون الجميلة" في السابع من الشهر الجاري، و"معرض لوس أنجليس للكتاب"، بداية من الثالث من نيسان/ أبريل وغيرها كثير.
في المقابل، زادت أعمال الكاريكاتير والكرتون والرسومات التي تتناول المرض من جهة سياسية، وربما يكون أشهرها ذلك الرسم الذي تصدر غلاف "نيو يوركر" حيث الرئيس الأميركي يضع الكمامة على عينيه، وهو للفنان بريان ستوفر الذي عنونه "تحت السيطرة"، وكذلك الرسم الذي نشرته "غارديان" للفنان آر فريسون، يصور ترامب يكنس الفيروس تحت العلم الأميركي.