استمع إلى الملخص
- الأسلوب الروائي والرمزية: أشار عباس بيضون إلى أن الرواية تجمع بين التاريخ والطبقات الاجتماعية والسجال الثقافي، مما يضفي عليها طابعاً احتفالياً، مدعومة بلغة جزلة وبناء سردي متقن.
- تفاصيل الجائزة ولجنة التحكيم: تأسست الجائزة في 2013 لتعزيز الأدب العربي في فرنسا، وتُمنح لكاتب من الدول العربية. تضم لجنة التحكيم شخصيات بارزة، وأُعلنت القائمة القصيرة في يوليو 2024.
أعلنت "مؤسسة جان لوك لاغاردير" و"معهد العالم العربي" في باريس، أمس الاثنين، عن منح "جائزة الأدب العربي" لعام 2024 للكاتبة والباحثة التونسية أميرة غنيم عن روايتها "نازلة دار الأكابر"، التي صدرت بالفرنسية عن "منشورات فيليب ري [برزخ] - مجموعة خمسة"، وترجمتها عن العربية سعاد لعبيز.
تسرد الرواية أكثر من خمسين عاماً من تاريخ تونس بدءاً من النضال من أجل الاستقلال عن المستعمر الفرنسي وصولاً إلى ثورة 2011، حيث تتقاطع مسارات عائلتين برجوازيتين (الرصّاع والنيفر) إحداهما محافظة والأُخرى تقدمية وسط اضطرابات سياسية تعيشها البلاد.
ويكون المصلح التونسي الطاهر الحداد (1899 - 1935) إحدى شخصيات الحكاية المتخيّلة، حيث تُتَّهم زبيدة الرصاع زوجة محسن النيفر في ليلة من ليالي كانون الأول/ ديسمير أنها على علاقة عاطفية معه، فتستعرض الكاتبة بصيغة متعددة الأصوات التداعيات الكارثية لهذه الليلة، حيث تُخفي كلّ قصة بداخلها قصصاً أُخرى.
تسرد الرواية خمسين عاماً من تاريخ تونس بدءاً من النضال ضدّ المستعمر الفرنسي وصولاً إلى ثورة 2011
يشير الشاعر والروائي اللبناني عباس بيضون في مقاله المنشور في "العربي الجديد"، بتاريخ 12 أيلول/ سبتمبر 2021، إلى أن أميرة غنيم استطاعت أن تحبك، بإحكام، رواية حول عناصر آتية، لأول وهلة، من التاريخ ومن الطبقات ومن السجال الثقافي، محوّلة كلّاً من ذلك إلى مدماك روائي، وإلى حبكات مسترسلة ومبنية ومتفاوتة ومتعارضة، ما يعني، قبل أي شيء، أن الرواية تنبني من كلّ العناصر وتفعل في كل العناصر.
ويوضّح أن الرواية تكتسب تنقُّلها بين الشخصيات وبين الأوقات، حضوراً رمزياً تتكشّف أمامه وحوله خبايا الرواية ووقائعها. وقائع تنتشر وتنبني في نوع من احتفالية، نشعر معها وتُساعدنا جزالة اللغة والمونتاج الروائي والبناء السردي، على معاينة إيقاعية راقصة تنتظم حول النازلة التي تبدو هكذا لحناً ناظِماً، لا تبدو فيه الرواية كتلة واحدة فحسب، ولكن أيضاً احتفالاً متواتراً.
وتتكون لجنة تحكيم الجائزة من عضوية كل من: المدير التنفيذي لـ"مؤسسة جان لوك لاغاردير" بيار لوروا، والفنان التشكيلي والكاتب ماحي بينبين، ومدير "مؤسسة لوما" في آرل مصطفى بوحياتي، والكاتب والناقد نيكولا كارو، والسفير والمترجم جيل غوتييه، والكاتبة والصحافية هدى إبراهيم، والكاتب ألكسندر نجار، وممثلة "معهد العالم العربي" ناتالي صفير.
الجائزة التي تأسست عام 2013، تُمنح لكاتب من الدول العربية عن عمل مكتوب أو مترجم إلى الفرنسية، بهدف تعزيز الأدب العربي وتوسيع انتشاره في فرنسا خلال الموسم الأدبي، ضمن جهود "معهد العالم العربي" لتعزيز هذا التوجه، من خلال تنظيم فعاليات أدبية مختلفة.
وتمّ الإعلان في تموز/ يوليو الماضي عن القائمة القصيرة للمرشَّحين للجائزة في دورتها الثانية عشرة لعام 2024، والتي ضمّت سبع روايات لكتّاب من تونس والجزائر وليبيا وفلسطين ولبنان، بين مكتوبة باللغة الفرنسية أو مترجمة إليها من العربية.
يُذكر أن أميرة غنيم كاتبة وباحثة في اللسانيات من مواليد سوسة عام 1978. أكاديمياً، صدر لها كتاب في اللسانيّات العرفانيّة بعنوان "المزج التصوّريّ: النظريّة وتطبيقاتها في العربيّة" ومجموعة مقالات في مجلّات علميّة محكّمة. كما ترجمت "الأعمال اللغوية: بحث في فلسفة اللغة" لـ جون سورل. وأدبياً، لها روايتان: "الملف الأصفر" (2019)، و"نازلة دار الأكابر" (2020) التي حازت "جائزة الكومار" في تونس، وهي الآن ضمن القائمة القصيرة لـ"الجائزة العالمية للرواية العربية".