الحربُ كانت تنتظر في نهاية الممر

19 يناير 2017
فاتح المدرس / سورية (مقطع من لوحة)
+ الخط -

في طريقي إلى
الخلود – نسيتُ ساعتي
في البيت
(خوزيه فولاريتش، سلوفينيا)

تسّاقطُ متجمدةً
على طولِ الطريق الجليدي
دموعُ النازحين
(دونجا بيزيليتش، صربيا)

ما زال يحملُ
حمولةً على ظهرهِ
حصانٌ قتيل
(لوكو بالجيتاك، كرواتيا)

فيتنام
هالةٌ حول القمر
ليلةُ قتيلي الأول
(جون دنفي، الولايات المتحدة)

عاد من العراق
في موسم جني التفاح
بلا يدين
(س. و. هاويس، الولايات المتحدة)

سلاحٌ آلي
في الجبين
تزهرُ وردةُ القتل
(سايتو سانكي)

أسلاكٌ شائكة
جنديان في الممشى
يلعبان بالنرد
(راندي م. بروكس، الولايات المتحدة)

الجدّة تتحدّث
الجندي الشاب يبتسم
من على الجدار
(مارتينا هاينيش، ألمانيا)

ما من كلمة للجنّة
في لغة الكلاشنكوف
(لي روي كورمان، كندا)

ساحلٌ مزدحم
جنديٌ يجلسُ محاطاً
بزيّه العسكري
(سلافكو سيدلار، صربيا)

رائحةَ برتقالٍ تَشُّمُ
ثم تعمى -
الهجوم الكيمياوي
(ألان سمرز، إنكلترا)

يعومُ على
نهرِ الأيدي
أسطول توابيتٍ صغيرة
(سوزان ديريدوني)

هنا مطرٌ صيفي
في لبنان
قنابلُ عنقودية
(أودو وينزيل، ألمانيا)

بيتٌ مقصوف...
أحلمُ
أحلامَ أمي
(سيمون ك. بوش، ألمانيا)

بغداد
في فناءِ بيتٍ قُصِفَ
شجرةُ خوخٍ تُزهرُ
(مارسين ديل كليمينتس)

قيظ غواتيمالا
أسألُ الرجلَ بسلاحه الآلي
عن الطريق
(جونيت داوننج، الولايات المتحدة)

الجدران تتساقطُ...
وجوهٌ تناثرت
بين الأنقاض
(ليا ميرش، الأرجنتين)

تَوقَّفَ القصفُ
تُحرِِّرُ دميتَها المدماة
من بين الأنقاض
(فيكتور جيندرانو، الفلبين)

شرفةُ
بيتٍ محروق
تزيّنها حماماتٌ بيضاء
(توميسلاف ميجوفيتش، صربيا)

مجاعة الصومال
الابنُ يتّخذ أباه
خيمةً
(ديفيد جاكوب، المملكة المتحدة)

ريحٌ قارسة
على جانبي السياج الحدودي
رائحة البابونج
(سيمون ك. بوش، ألمانيا)

قصفٌ ليلي
يتركُ الحديقةَ
بيضاء كالموت
(رام كريشنا سنغ، الهند)

صراعُ الديكة
انتهى، الدجاجات أحاطت
بالمنتصر
(مدحت هينشيتش، البوسنة)

طيرٌ مهاجر...
قبورُ الجنود تنظرُ
جهة الوطن
(إيكومي يوشيمورا، اليابان)

أسلحة دُمى
الحربُ تدور
حتى وقت العشاء
(ستانفورد فورستر، الولايات المتحدة)

أولّ بطّاتٍ مهاجرات –
بصحبتها
تُغادرُ القريةَ
(كليليا إيفريم، رومانيا)

مأتمُ جندي
أولّ أوراقٍ تتساقط
لم تزل خضراء
(أندرو ريوتا)

تغريدٌ صباحي
القناصُ يلوّنُ وجهَهُ
بالأخضر الفاتح
(روبرت جيليلاند)

طلبةٌ يافعون -
بقايا عظامهم،
درسٌ أخير
(يواكيم سيكيل)

الحربُ
كانت تنتظر
في نهاية الممر
(واتانابي هاكوسين، اليابان)


* شاعر ومترجم عراقي، والقصائد مترجمة عن الإنكليزية من كتاب بعنوان "هايكو الحرب" يصدر هذه الأيام عن "دار فضاءات". 

المساهمون