"الحقيقة سوداء": الفنان يسائل واقعه

13 فبراير 2018
(ياسمين النابلسي، من المعرض)
+ الخط -
في احتفالاتها بعيدها الثلاثين العام الجاري، اختارت "دارة الفنون" في عمّان 30 فناناً من أجيال ومناخات وجغرافيا مختلفة للتعبير عن رؤيتهم تجاهها كمكان كلّ بحسب منظوره في معرض يفتتح عند السادسة من مساء اليوم الثلاثاء ويتواصل حتى السابع عشر من أيار/ مايو المقبل.

انتخبت المشاركات من أكثر من 200 تمّ ترشيحها، في إطار دعوة وجّهتها السنة الماضية إلى فنانين عرب من مختلف التخصّصات باعتبارهم "شهوداً فاعلين للتوقّف لبرهة والتأمل لإعادة اختراع عالمنا (دارة الفنون) وسرد قصتهم"، تحت شعار "الحقيقة سوداء، فاكتب عليها بضوء السراب"؛ مقولة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش في قصيدته "إلى شاعر شاب"، ضمن ما أسمته "مرحلة التقييم".

اقترحت الدعوة على الفنانين "تقديم طلباتهم وأفكارهم التي يريدون تطويرها، والإجابة على هذه التساؤلات بما يتعلّق بالفن والقضايا الاجتماعيّة والسياسيّة والبيئة، أو ببساطة ما تلهمكم دارة الفنون به"، وفق البيان الصحافي للمنظّمين.

يضمّ المعرض أعمالاً لكلّ من إسيدرو لوبيث آباريثيو من إسبانيا، وأكرم زعتري وربيع مروة ومروان رشماوي من لبنان، وآمال قناوي وحسن خان ورنا النمر من مصر، وجوانا حاجيتوماس وخليل جريج من لبنان، ومحمد بدرانة من فلسطين، وهيمت علي من العراق.

"صمت الحملان" لـ آمال قناويويشارك من الأردن: حسام عمران، ودانا الروسان، ودانة القاوقجي، ودينا المفتي، وسهل الحياري، وعريب طوقان، وفراس شحادة، ومحمّد زكريا، ومنجد قاسم وجهاد العامري، وهيا عبد الحميد، ووسيم زيد، وياسمين صبري، وياسمين النابلسي وأيهم السمّاك وبشار ابن طالب وتالا عبد الهادي.

من بين المعروضات؛ فيديو "صمت الحملان" (الصورة) للفنانة الراحلة آمال قناوي (1974 - 2012)، صوّرت فيه مجموعة من البشر البسطاء وكأنهم قطيع من الخرفان يزحفون على أيديهم وأرجلهم في شوارع القاهرة محاولين عيثاً الوصول إلى هدف، أما هيمت علي فيبحث في علاقات المنفى بوصفه "الوطن الجديد" في أعماله الغرافيكية.

يذهب رشماوي إلى تجهيزه إلى رسم خرائط المنطقة وفق صراعاتها انطلاقاً من واقع لبنان المنقسم طائفياً ومناطقياً وعائلياً، بينما يتناول زعتري في أعمال الفيديو أثر الصورة في الناس في سياق ارتباطها بالأحداث من حولنا ومحاولة التنبوء بالمستقبل.

النابلسي تقدّم طباعة رقمية على القماش تتضمّن أشكالاً لكائنات بحرية مشتبكة مع بعضها بعضاً أشبه بتطريزات، وهي جزء من عملها على تحويل الرسوم التوضيحية العلمية إلى أعمالٍ فنية، وفي فوتوغرافيا محمد زكريا صور لا تخلو من سخرية ونقد للسلوك الاجتماعي السياسي في الأردن.

يُذكر أن احتفالية "دارة الفنون" ستضمّ ثلاثة معارض يشارك فيها عشرات التشكيليين، وتنظيم مجموعة من اللقاءات الفنيّة والعروض الأدائية، وعرض أفلام من أرشيف الفنانين الذين استضافتهم خلال السنوات الماضية، إلى جانب ورشات عمل، وعروض موسيقيّة.

المساهمون