طيف معلِّم من المارتينيك

31 اغسطس 2018
(فرانتز فانون في جدارية لـ بروس كلارك)
+ الخط -

إلى ف. ف

طيفُكَ الذي ما إن أُغمض عينيَّ وأفتحهما إلا وأجده
على كرسيِّ السفر بجانبي، مُسرِّحاً نظره، غائماً صحواً مثل جَنّةٍ من الوعود.
وأظنُّ أنّي قصبةٌ في يدِ الرياحِ
وأنّي في هذه الظلمات وجدتُ رسالتي
لكنّ طيفك مُحيِّري:
ألَوْماً أم شفقةً أم رضىً
نظرتُك هذي؟
أرجوكَ.. قُل شيئاً!

الرضى واللّوم
نظرتُك
حجرا رحىً يدوران
مِنْ أزَلٍ إلى أبَدٍ يدوران

لم يبقَ منّي سوى طيفي
في صحبةِ طيفك
وحجرَي رحىً
يدوران

يدوران.


II


في المطار أمسك أحدهم بكتفي:
- "هيه أنتَ من المارتنيك؟"
فنظرتُ حولي لأرى حشوداً من الأقنعة
- "أعملُ حلّاقاً في مدينة صغيرة شمال النرويج".
كم قناعاً سأُسْقِطُ حتّى أُكمل رسالتي؟

يا أخي اعذُرْ وجهي
صار قناعاً من فَرْط ما أخفيتُهُ.



المساهمون