الموتى يتناولون العشاء

21 نوفمبر 2016
منى نحلة / لبنان (جزء من لوحة)
+ الخط -

خطُّ النّار 1

يبكي الجنودُ في الخَنادق
مثلَ الأرامِلِ وأكثر
يبكونَ فوقَ بنادِقِهِم
لِيأكلَها الصّدَأُ
أوْ على أمَلِ
أنْ يرتويَ التُّرابُ منْ دمعِهِم
فتصيرُ الأرضُ
درعاً منْ زهرِ الْخَلاصِ

***

في الحَربِ
التي يَطهو فيها الجُنودُ الجِياعُ
عشبَ الأرْضِ
وزهورَها الْجميلة
سأُفشي لكِ بِهذا السِّرّ
أنتِ تشبهينَ زهرةً
نبتتْ فوقَ خطِّ وقفِ إطلاقِ النّار


خطُّ النّار 2

يلتقطونَ الصّور
بأيديهم البنادق ولمعة السّكاكين،
يلتقطونَها
معَ الدّبّابةِ
معْ حُطامِ الطّائرة
معْ خيمةِ النّازِحِ
وجثّةِ الْقتيل

سننتظرُ أنا وأنتِ
حتى تنتهيَ الحرب
لنلتقطَ صورةً واحدة
عندَ خطِّ النّار
خلفَنا
الحديقةُ المُحترقَة
والمبنى المُنهار
وسنكونُ سُعداءَ
صدِّقيني سنكونُ سعداء.


الموتى لا يعانونَ منَ الدّيسك

أُفكّرُ بالموْتى
وأحسدُهُم
كمْ همْ سُعداء
يحملونَ هذا التُّرابَ كلُّه
مثلَ نملِ القدّيسين
دونَ وجعٍ في الظَّهْرِ
أوِ الذّاكِرة


الموتى يتناولون العشاء

محاطاً بالجُثث
كلَّ مساءٍ أُعِدُّ لها العَشاءَ
أُطعِمُها
وأمسحُ بمنديلِ الوداعِ
عنْ شفاهِها
بقايا الحَساء


* شاعر سوري مقيم في ألمانيا

المساهمون