خاتم

02 ديسمبر 2018
مهنّد حمدة/ تونس
+ الخط -

(إلى سُكينة حبيب الله)


الخاتم الذي
انحنيتَ على الأرض، على ركبة ونصف
وقدّمته لي
في أعلى برج سياحيّ بالعالم
أمام أعينِ الرجال الباردة
وشهقات الفتيات الحالمات بالخواتم
وبنجوم من الألماس تتلألأ في أعينهن
خاتمُ الحب الذي قدمتَه لي
في مقهى صباحي يطلُ
على سبعة نوارس جائعة وشبكة صيّاد


سبعة أم ثمانية؟
أحاولُ التذكر
بينما أديرُ الخاتم في اصبعي
تقول صديقتي: "هذه السنة سيكون لديك "الزْهر"* يا "طُفلة"**...
أتحسّس فراغ الخاتم في اصبعي وأضحك
"لا أريد الزهر ولا ماءه...لا أريد الحب ولا ماءه يا صديقتي"
منذ سبعة نوارس و صيّادٍ وشبكة
وقعتُ
مزقتُ الشبكة بأظافري
وحين قيّد الصيّاد يديّ، مزقتُها بأسناني
سبعُ شبكات ونصف نورس
أرى السنواتِ تمضي
مثل خاتم ينزلق من اصبعي
فأمزق الشبكة بأظافري
بأسناني
بعينيّ
بكلماتي


والخاتم الذي قدمه لي الصيّاد
أمام أعين الرجال الباردة
وشهقات الحالمات بالخواتم
سبق وألقيتُه للنوارس الجائعة.


* الزْهرْ: الحظ باالعامية المغاربية
** طُفلة: فتاة بالعامية المغاربية
*** شاعرة من تونس

المساهمون