يعرف المشهد الفني العالمي اليوم مرحلة تبدو كما لو أنها ما بعد التاريخ، إذ تفرض طبيعة الفن المعاصر الخروج من شكل تاريخ الفن كما عرفناه لعقود، ولا شك أن عصر المدارس الفنية والحركات والمانفيستو قد ولّى، ولكن ذلك بشكل ما إقرار بضرورة تتبّعها لمعرفة كيف وصلنا إلى لحظة الفن المعاصر.
وإن كانت هذه الاتجاهات الفنية والمدارس التاريخية نشأت جغرافياً في بقعة معينة، فإن تأثيراتها قد تشعبت في كل اتجاه، فشكّت ميولاً فنية وثقافية عالمية في سياقات فنية متعددة، وتطورت في تلك السياقات وأخذت اتجاهات أخرى جديدة.
من أبرز المدارس التي أثّرت في تاريخ الفن العالمي منذ القرن التاسع عشر التجريدية والسريالية والتكعيبية والواقعية والرومانسية والانطباعية والبدائية والبوب والتعبيرية والدادائية والمفاهيمية وغيرها كثير.
في هذا السياق، يعقد "معهد الدوحة للدراسات العليا" بالشراكة مع "متحف: المتحف العربي للفن الحديث" في الدوحة، مؤتمراً بعنوان "المدارس الفنية: تاريخ ومآلات" يومَي 25 و26 من الشهر الجاري، بمشاركة فنانين وباحثين في تاريخ الفن من بلدان مختلفة.
تتناول محاور المؤتمر المدارس الفنية، ونشأتها، وتطورها، والمسارات المختلفة التي مرت بها في الفترة الحديثة والمعاصرة، وعلاقتها بفنون وثقافات متعددة كالعربية والهندية والإيرانية.
كما يسلط الضوء على اللحظات المؤسسة في حقول الفنون الجميلة الحديثة، والمجموعات البديلة والهامشية الطلائعية التي نشأت في أطراف هذه الحقول، أو بعيداً عنها، وبتفاعل ديناميكي مع مراكزها.
وبحسب بيان المؤتمر فإن "القصد بالمدارس الفنية، هو المؤسسات ذات الطابع الرسمي، كما المجموعات والحركات الفنية التي عملت بأطرافها ومن خارجها".
يشارك في المؤتمر الفنانون والباحثون رانجيت هوسكوت، وروان شرف، ودنيا بن قاسم، وكاثرين فراكس، وإدريس كسيكس، ويبحث كل منهم في سياقات عالمية أو في سياق محدد في الجزائر وفرنسا والهند وإيران والمغرب وفلسطين والسودان وتونس وغيرها.