لدى الفنان المصري رضا عبد السلام قناعة أساسية يعمل تحت ظلها منذ خمسة عقود مارس خلالها الرسم والتصوير والنحت، ومفادها أن الفن لا بد أن يرتبط بالشعب.
وفي نظر التشكيلي وأستاذ التصوير الجداري (السويس 1947) فإن الجدرايات العامة هي أفضل وسيلة لتحقيق ذلك، وبالدرجة الثانية يرتبط الفنان بالمحيط الذي ينتمي إليه من خلال تجسيد اليومي والمعاش.
من هنا تأتي تجربة معرضه "مشاهدات وانطباعات" الذي يفتتح غداً في غاليري بيكاسو في القاهرة ويتواصل حتى السادس من نيسان/ أبريل المقبل.
يجد المتلقي في أعمال عبد السلام تجريداً وتشخيصاً ورموزاً واحتفاء بالأشكال في عالم اللوحة المفتوح الذي لا تحده مدرسة تشكيلية على غرار فناني جيله، ممن تبنوا مدارس واتجاهات محددة، حيث كان الانتماء إلى مدرسة سمة من سمات التشكيل ما بعد الحداثة.
يقول الفنان عن معرضه هذا وهو الثالث والأربعون في تجربته "أنجزت عدداً من اللوحات التصويرية الحديثة عام 2017، وهي في واقع الأمر مجموعة متنوعة المواضيع والرؤى والتقنيات ذات مساحات صغيرة منفذة بالألوان الزيتية".
يكمل "بعضها واقعي المشهد والأخرى ذات طابع رمزي، يوائم بينهما من حيث الأسلوب نزعتا التجريد والتعبير فى آن. وقد يعود ذلك إلى سببين؛ الأول تجنب العمل على مساحات كبيرة فى الوقت الراهن، حيث باتت تلك اللوحات تشغل حيزاً كبيراً من المسكن".
أما السبب الثاني فيوضّح عبد السلام أنه "الرغبة في مزاولة الرسم والتعبير على مساحات صغيرة حيث تعينني على تصوير كل ما أصادفه من الأشياء والأشكال في الواقع أو في الطبيعة وغيرها من بنات أفكاري بشغف وحرية".
شغف الفنان لا يتوقف ورغبته في تجربة وسائط جديدة لا تنتهي، يرسم على ورق وكانفاس وخشب وعلى سطوح هو من يبتكرها من مواد مختلطة، الأمر الذي يغذي تطلعه المستمر في ابتكار شيء ما.
رسم عبد السلام مواضيع لا حصر لها، في بداياته كانت لوحاته تعكس السويس بالمراكب الكبيرة والزوارق الصغيرة والبحارة والعمال، لاحقاً رسم الحرب، ثم سافر للدراسة ورسم المناظر الطبيعية وجرب في مدارس مختلفة.
يصف التشكيلي الفن بأنه "الملاذ"، رغم ذلك فإن لوحاته وافرة بالألم المصري الذي ينبت من الواقع، ثمة سواد موحش وشخصيات مسنّة تدير ظهرها إلى المتلقي، ثمة وحدة كبيرة تهيمن على أعمال عبد السلام الفنية.