تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.
■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- الكثير. كتابي، الذي أكتب والذي أحرّر، تدريسي ومحاولة تطويره باستمرار، والوضع المعقد والمؤسي لكل ما أُحب في هذا العالم من سورية إلى تراجع الطبيعة.
■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
- آخر كتبي كان عن المدن الميتة في شمال سورية كمدخل لفهم التراث السوري (صدر في الدوحة، 2018). وأعمل الآن على إنهاء كتابي عن المؤرخ القروسطي الفذ تقي الدين المقريزي الذي كان أول من كتب تاريخاً عمرانياً لمدينة، القاهرة هنا، وكان أيضاً صوتاً ناقداً لعسف حكام زمانه المماليك. عنوان الكتاب الجديد: "تقي الدين المقريزي: وجدان التاريخ المصري" (بالإنكليزية وربما العربية أيضاً).
■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
- الرضا صعب. ومن رضي توقف وأنا لا نيّة لدي بالتوقف.
■ لو قيض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- كنت سأتبع نفس الطريق، رؤية ونقد التاريخ من خلال العمارة والعمران، مع تركيز أكثر على الأنثروبولوجيا ونظريات النقد.
■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- الكثير أيضاً مما يضع ما أريده وأنتظره في خانة الأحلام والمستحيلات. ربما كغيري ممن يتألم على الطرق المسدودة التي تسير الإنسانية فيها.
■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- زنوبيا ملكة تدمر. وددت أن أعرف كيف رأت مملكتها حضارياً وثقافياً قبل أن يدمرها الرومان.
■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- "الأبله" لدستويفسكي، ربما لحنين إلى شباب ساذج.
■ ماذا تقرأ الآن؟
- رواية "موت صغير" لمحمد حسن علوان ومأخوذ بتخيله لعوالم ابن عربي.
■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- موسيقيّ المفضل هذه الأيام، وربما منذ سنوات عديدة، روجر واترز، أحد مؤسسي فرقة Pink Floyd. مازال وهو في السبعينيات الموسيقار المجدد والناقد المشاكس غير الهياب الذي يقول كلمته في موسيقاه وخارجها. وهناك أيضاً، ككل دمشقي أعرفه، صوت فيروز، الذي يعيدني إلى ما وددت دوماً أن أكونه.
بطاقة
مؤرخ ومعمار يشغل وظيفة أستاذ الآغا خان للعمارة الإسلامية ومدير برنامج الآغا خان للعمارة الإسلامية في "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" (M.I.T) في كامبردج، (ماساتشوستس، الولايات المتحدة الأميركية). يشتمل اهتمامه العلمي على البحث في تاريخ وثقافة العمارة الإسلامية، والحداثة في العالم العربي، وتاريخ العمران القروسطي، وعلى دراسة آليات البحث التاريخي نظرياً ونقدياً، خاصة من منظور الدراسات ما بعد الاستعمارية والاستشراق، وعلى دراسة أحوال المواطنة والمجتمع المدني في العالم العربي.
نشر عشرات الأبحاث المحكمة بعدة لغات، وأصدر عدة كتب بالعربية والإنكليزية، كان آخرها: "عمارة المدن الميِّتة: نحو قراءة جديدة للتاريخ السوري" (جامعة حمد بن خليفة، 2018)، و"النقد التزاماً: نظرات في التاريخ والعروبة والثورة" (بيروت، رياض الريس للكتب وللنشر، 2015)، "تدمير الإرث الثقافي: من نابليون إلى داعش" (بالاشتراك مع پاميلا كريمي، 2017).