معرضٌ جديد للفنان الفلسطيني تيسير البطنيجي، انطلق مؤخراً في "غاليري إريك دوبون" في باريس تحت عنوان Entre Voir (قراءة ما بين السطور). أما عنوان المعرض بالعربية فهو "قاب قوسين" وسوف يتواصل حتى 22 من شباط/ فبراير.
يجمع المعرض أعمالاً حديثة وغير معروضة من قبل، ويظهر وجهاً جديداً في تجربة البطنيجي، بينما يتابع الفنان هاجسه الأصيل واشتغاله على أركيولوجيا الغياب وعلاقة الفنان بالذاكرة والمكان الأم والمنفى.
الغياب ثيمة أساسية في معرضه الحالي، حيث تتعقّب الأعمال أثر الغائب من خلال الأشياء، معرض "يجمع بين الرغبة في التقاط ما هو غير ملموس والنية القوية لكشف آثار من يصوغون التاريخ من خلال أجسادهم الغائبة"، وفقاً لتقديم المعرض.
تقول الفنانة والكاتبة صوفي جولم، عن هذه المجموعة "يتشبّث تيسير البطنيجي بالوقت، ويخلّد ما يميل بطبيعته إلى التلاشي"ـ وتذكر العمل المعنون "Tabola Gahza"، حيث التقط الفنان صورة لطاولة لعب تمّ استردادها في عام 2014 في "جمعية الشبان المسيحيين" في غزة وصوّرها قبل تسع سنوات، قبل أن يصبح مُبعداً عن وطنه منذ ستّ سنوات؛ إثر حصار الاحتلال الإسرائيلي لغزّة.
وفي عمل "تشويش"، مجموعة من الصور الضعيفة اُلتقطت من خلال "واتساب" بينما البطنيجي يتحدّث إلى والدته وعائلته في غزة، سعياً إلى "الاحتفاظ بالزائل، واستعادة البعيد، والمألوف المفقود"، بتعبير جولم.
ثمّة عمل بعنوان "صفر" وهو عدد الاحتمالات، وفقاً للكاتبة، ويضمّ أعمالاً من الماء والحبر الصيني على الورق، وآخر هو سلسلة تتجاوز المئة رسمة بتقنية الطباعة أو الحك بالفحم على الورق، وتأتي تحت عنوان "خطوات مفقودة".
يشار إلى أن البطنيجي (1966) درس في "جامعة النجاح" في نابلس، قبل أن يسافر إلى الدراسة في "بورج" الفرنسية، وقد مرّت تجربته بمراحل مختلفة من الرسم التقليدي وصولاً إلى استخدام وسائط الفيديو والفوتوغرافيا والتجهيز.