إصدارات.. نظرة أولى

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين التاريخ السياسي والفلسفة والتاريخ الإسلامي واليوميات والأدب الرسائلي.

■ ■ ■

صدر عن "دار الرافدين" كتاب "الفوهرر.. رسائل هتلر ومسوداته"، بترجمة وتحرير فاطمة النعيمي. تعود معظم الرسائل والمذكرات التي أوردها الكتاب إلى ما جمعته مؤسسات أرشيفية من مقتنيات الزعيم النازي مثل الأرشيف الفيدرالي في برلين، و"معهد التاريخ المعاصر" في برلين، و"مركز التوثيق الأميركي" بالإضافة إلى "المحفوظات الوطنية" في واشنطن، وهي وثائق تكشف جوانب مختلفة من شخصية هتلر، فحين مقابلتها بما ذكره في كتابه "كفاحي" تبدو الكثير من المعطيات التاريخية مجرّد ادعاءات تقدّم من أجل خدمة مصالح حزبية وذاتية.

عن "دار الكتب والوثائق القومية" في القاهرة، صدرت طبعة ثانية من كتاب "كريت تحت الحكم المصري: 1830 إلى 1840" للباحثة زينب عصمت راشد. الكتاب يعود إلى الفترة التي تنازلت خلالها الدولة العثمانية لمحمد علي باشا عن جزيرة كريت اليونانية ثم استعادتها منه، ورغم قصر مدة حكمه إلا أنه قام بتجديد الصناعات فيها حيث حلّت الماكينات الأوروبية محلّ معاصر الزيتون التقليدية، وبنى فيها مدرستين إسلامية ومسيحية، كما تضيء الباحثة على تحديثه للمؤسسات الاجتماعية خصوصاً المجالس المحلّية التي أنشأها لتسيير شؤون البلاد.

"الفساد السياسي في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء: انعكاساته وآليات مكافحته" عنوان الكتاب الذي صدر مؤخراً عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" للباحث الجزائري مصطفى خواص الذي يفصّل مكوّنات هذه الظاهرة ومصادرها وأشكالها ومظاهرها وتصنيفها وتفسيرها، ويُقوِّم انعكاساتها في الدولة والمجتمع في العقد الأخير من القرن الماضي، بما شهده من عمليات تحوّل كبرى في النظم السياسية الأفريقية حظي فيه الفساد بنصيب وافر من أفكار نخب القارة ومفكريها، ومساهمة هذا التفكير في تغيير سياسات بعض بلدان القارة.

عن "دار بيت الياسمين للنشر"، صدرت حديثاً النسخة العربية من كتاب "رسائل من مصر"، من تأليف الكاتبة الإنكليزية الليدي دوف غوردون، وترجمة الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد الذي يشير في مقدّمته إلى أنها قدمت إلى مصر عام 1862 للاستشفاء من مرض السل وسط الطبيعة الجافة، وأرسلت رسائلها إلى زوجها وأمها حتى رحيلها ودفنها في مصر. تقدم الروائية والمترجمة (1821 – 1869) التي استقرّت في مدينة الأقصر جوانب من الحياة اليومية للمصريين وعاداتهم وثقافتهم، مبرزة السخرية والغضب لديهم تجاه حكم الخديوي إسماعيل واستبداده.

"الهند في العصر الفارسي 1000 – 1765" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً عن "منشورات جامعة كاليفورنيا" للباحث الأميركي ريتشارد ماكسويل إيتون. يقف الكتاب عند التفاعل المركب الذي حدث بين الثقافتين السنسكريتية والفارسية في شمالي أفغانستان ثم انعكس على شبه القارة الهندية في أنظمة الحكم والإدارة خلال الحقبات التاريخية التالية، لتصل إلى ذروتها في زمن المغول بين القرنين السادس عشر والثامن عشر، مركزاً على العملية الممتدّة من التأثير في اللغات والأدب والمطبخ والأديان والعلوم والفن والموسيقى والعمارة وتأسيس الجيوش.

يصدر قريباً عن "المركز الثقافي للكتاب"، كتاب "الجماعة السياسيّة والمواطنة" للمفكر المغربي عبد الإله بلقزيز، وهو عمل يشير إلى أنه قد وضعه مدفوعاً بهاجسين؛ الأول فكري معرفي يسعى إلى تقديم مفاهيم فلسفة السياسة وعلم السياسة كما تبلورت في أصولها النظرية في الفكر الحديث. وهاجس آخر عملي مجتمعي وتاريخي وهو البحث في مشكلات المجال السياسي العربي المعاصر، والهاجسان وفقاً للمؤلف مترابطان، إذ لا قيمة لأدوات معرفية إن لم تستخدم على واقع مجتمع الباحث والجماعة السياسية التي ينتمي إليها بقصد فهمها والوقوف على مشكلاتها.

يصدر قريباً عن "آفاق" في القاهرة كتاب "يوميّات الكاتب والروائي الروسي ليف تولستوي" نقلها عن الروسية المترجم المصري يوسف نبيل. بدأ صاحب "الحرب والسلام" في كتابة يومياته عام 1847 واستمر في تدوينها حتى وفاته عام 1910، وسوف تصدر في في ستة أجزاء، وفيها يسجل تولستوي تفاصيل من حياته، وانطباعاته وأفكاره ويتناول كتباً قرأها وأسفارا قام بها وشخصيات التقاها، ويكشف عن جانب مصاحب لعملية الكتابة والتأليف وهي طريقة ونمط عيش أحد أهم روائيي روسيا عبر العصور، يبدأ الجزء الأول من 1847 وينتهي عند 1857.

في طبعة مشتركة بين "دار الروافد الثقافية" و"ابن النديم"، صدر مؤخراً كتاب "الإمبرياليَّة، ومعالم الإبادة والعنصريّة والشموليّة" للفيلسوفة الألمانية حنّه آرنت بترجمة نادرة السنوسي. تعتبر المؤلفة أن الإمبريالية هي وليدة الاستعمار، وتحديداً إثر النكسة الاقتصادية عام 1873 التي هزّت الرأسمالية وأدت إلى التوسع الاستعماري الذي أقره مؤتمر برلين عام 1878. في الكتاب تفسر آرنت التوسع الذي كانت له أهداف اقتصادية ثم تحوّل إلى هيمنة تستهدف حتى الحياة اليومية والخاصة وأدوات ذلك مشيرة بالخصوص إلى أدوار البرجوازيات المحلية.

صدر عن دار "جداول" في بيروت كتاب "تاريخ الإسلام في الفكر الألماني: من لايبنتز إلى نيتشه" للباحث والأكاديمي البريطاني إيان ألموند، بترجمة فاطمة الزهراء علي. الكتاب يطل على ثمانية من أهم المفكرين الألمان في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وأفكارهم ومناقشاتهم حول الإسلام. ويتناول ألموند بعض المفاهيم والمصطلحات والمفردات التي سادت لدى محاولة فهم الإسلام ودراسته في تاريخ الفكر الألماني، كذلك يوضح الطرق التي تجاهل بها بعض الفلاسفة الألمان مثل هيغل وكانط وماركس المعلومات حول العالم الإسلامي التي لم تنسجم مع تصوراتهم.

يصدر قريباً عن منشورات "راوتلدج" كتاب "روما، بلاد فارس، والجزيرة العربية: صياغة الشرق الأوسط من بومبي وحتى محمد" للباحث غريغ فيشر، يعود الباحث في خمسة فصول ضخمة إلى مرحلة ما قبل ظهور الإسلام، ويصف الكاتب التاريخ السياسي للعرب قبل الإسلام. ويصف فيشر كيف تمكنت القبائل العربية من التنقل في المشهد السياسي المعقد بين الإمبراطوريات الرومانية والبارثية والفارسية. تناول الأستاذ في جامعة أكسفورد سابقاً في كتابين هذه الحقبة من ناحية سياسية وهو يتوسع ويعمّق عمليه السابقين "بين الإمبراطوريات" (2011) و"العرب والإمبراطوريات قبل الإسلام" (2015).