ثمانٍ وأربعون حالة إصابة حتى اللحظة، ووزير الصحة الأردني سعد جابر يتوقّع اليوم وجود مئة حالة أخرى لم يتم حصرها بعد، مع الإشارة إلى أنه سيكون هناك إعلان واحد يومياً لعدد الإصابات، ويأتي ذلك بعد إصدار القوات المسلّحة الأردنية ثلاثة بيانات منذ البارحة تناشد خلالها "اتباع كافة التعليمات الصادرة من الوحدات المنفتحة على مداخل ومخارج المدن والمحافظات".
لا تحديثات على قرار وزارة الثقافة الذي أُعلن السبت الماضي، بوقف جميع الأنشطة والفعاليات التي تنظّمها الوزارة في "المركز الثقافي الملكي" و"المكتبة الوطنية" وجميع المراكز الثقافية في المحافظات لمدة أسبوعين، لكن ستمدّد هذه الإجراءات غالباً إلى إشعار آخر.
التأجيل طال بشكل أساسي انطلاق تظاهرة "ألوية الثقافة الثلاثة" لعام 2020، في مناطق البادية الشمالية الشرقية، والهاشمية، والقويرة، وهو المشروع الذي بدأ تنفيذه منذ سنتين، بعد أن احتضنته جميع المدن الرئيسية (أي مراكز المحافظات)، دون أن يخضع إلى أية مراجعة جذرية وجديّة نظراً لافتقاد معظم هذه المدن إلى بنية تحتيه تؤهلّها لاستضافة الفعاليات.
بدورها، أعلنت العديد من المؤسسات والمراكز الثقافية الخاصة إرجاء فعالياتها حتى نهاية الشهر الجاري مبدئياً، ومنها "مؤسسة عبد الحميد شومان" التي أغلقت مكتبتها العامة، وأجّلت أنشطتها من محاضرات وورش عمل وتدريبات وعروض أفلام وأمسيات موسيقية وأندية قرائية وتواقيع كتب.
وكذلك تأجّلت انتخابات "نقابة الفنانين" التي كان مقرّراً عقدها في السابع والعشرين من الشهر الجاري، وانسحب الأمر ذاته على انتخابات "نقابة الصحفيين" التي كان مفترضاً إجراؤها في العاشر من الشهر المقبل، ولم تحدّد النقابتان موعداً جديداً، بانتظار ما يستجدّ من قرارات حكومية.
على الأرجح، لا تشغل الثقافة بال معظم سكّان الأردن بالنظر إلى محدودية جمهورها وتأثيرها، بينما تركّزت النقاشات في الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي على إمكانية البدء بالتعليم عن بعد الذي أعلنته الجامعات والمدارس، إذ يشكّك كثيرون بإمكانية حصول نسبة كبيرة من الطلبة على حقّها في التعليم لعدم توفّر الكمبيوتر وغيرها من الأجهزة اللوحية في منازلهم.
عمّان في عزلة مؤقتة لا يعلم أحد متى تنتهي، وربما تشكّل فرصة لتأمل الكتّاب والفنانين والمثقّفين واقعهم في لحظة لا يخضعون خلالها لخلافات أو احتكاكات عابرة، حيث بمقدورهم الحوار والتفاعل بهدوء من وراء شاشاتهم.