في محاولة للاستمتاع بالحياة على أكمل وجه، أهجرهما معاً: القراءة والكتابة.
بعد شهر عصيب، وفي محاولة أخرى للاستمتاع بالحياة على أكمل وجه، أهجر الحياة اليومية، وأعود إليهما معاً: أولاً القراءة، ثم بعدهاالكتابة.
وهكذا دواليك.
هكذا ـ الله لا يُورّيك ـ من هنا إلى هناك، ومن هناك إلى هنا، من اللذيذ إلى العميق، والعكس صحيح، حتى وصلت مشارف الستين، أي حافة المنحنى الخطر.
فعرفت أن لا استمتاع بالحياة، لا على أكمل وجه، ولا بشكل قريب منه.
فما هو تعريف الاستمتاع؟
بل أبعد: ما هي الحياة، حضرتك؟
والله الواحد ـ وها هو يشرب ويأكل مثل الناس ـ محتار: مع العيش السطحي المباشر أم مع الثقافي العميق؟
ولمَ يستحيل الجمع بينهما؟
لم لا بد أن يكون الواحد منهما على حساب الآخر؟
أهو الأمر شأن بشري يخص سلالة آدم فقط؟
تذهب للعميق فتفلت منك الحياة، تذهب للحياة فتفلت منك الثقافة.
طيب، وماذا بعد؟
بعضهم يسمع هذه الأسئلة، وهو يشرب ماء الصيف الساخن، فلا يُعنى برد.
بعضٌ آخر يشرب الآيس كريم الإلهي البرودة، فلا يُعنى هو أيضاً، إنما يسمع ويبتسم.
حتى ليخيل إليك أن البشرية برمّتها تنقسم إلى اثنين: من يشربون الماء الساخن، ولا يعرفون جواباً، ومن يتناولون الآيس كريم، وفقط يبتسمون.