إصدارات.. نظرة أولى

16 يوليو 2019
إم إل فان نايس/ الولايات المتحدة
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين السيرة والعلوم الاجتماعية والرواية والدراسات الفكرية والفلسفية والتاريخ.

■ ■ ■

عن "دار الشروق"، صدر مؤخراً كتاب "في مدينة العقاد.. العبقريات والتراجم الإسلامية" للكاتب رجائي عطية، ويعرض فيه لمنهج عباس محمود العقاد في الترجمة، ثم في سلسلة "العبقريات" التي يدرسها عملاً عملاً، وهي التي اهتمّت بالشخصيات المؤسسة في الحضارة الإسلامية مثل أبو بكر الصدّيق، وعمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص. من خلال ذلك، يلاحظ عطيّة جوانب أساسية في مشوار العقّاد الفكري مثل الجمع بين العصامية والموسوعية، كما يشير (وهي إشارة فيها نقاش) إلى أن أعماله كانت تحمل إيماناً بالفكر التنويري الحديث وتعتبر التراث سنده.


ضمن سلسلة "ترجمان"، صدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب "الاجتماعي وعالمه الممزق: مقالات فلسفية اجتماعية" لعالم الاجتماع الألماني آكسِل هونيت بترجمة ياسر الصاروط. يضمّ الكتاب مجموعة من الدراسات تمثّل مناقشات نقدية لمقاربات أساسية داخل النظرية السوسيولوجية الحديثة، هدفها المشترك توفير أرضية نظرية متينة لدراسات تاريخية - نظرية. حاول هونيت في هذه المقالات الإضاءة على الصعوبات التي يواجهها اليوم كمفكّر، على المستوى المنهجي، ضمن محاولته بناء نظرية اجتماعية نقدية للمجتمعات الحديثة.


صدرت حديثاً عن "منشورات المتوسط" الطبعة العربية لرواية "دمشقي"، للكاتبة الفلسطينية سعاد العامري، ترجمها عن الإنكليزية عماد الأحمد. تعرض الرواية للشخصي والتاريخي والعائلي والخيالي، إذ يتناوب السرد على تقديم حيواتٍ في دمشق منذ بدايات وأواسط القرن العشرين من خلال قصة بسيمة الفلسطينية، ورحلتها إلى دمشق بعد زواجها من نعمان البارودي الدمشقي، ثم تتابع مآلات سلالة هذا الزواج من البنات والأبناء والحفيدات والأحفاد، لتشكل هذه الأسرة وما ألمّ بقصر البارودي معادلاً لدمشق وتحولاتها وإضاءة عامة لفصل من فصولها.


"متى نخرج من مقدمة ابن خلدون؟" عمل من تأليف إدريس الملياني، صدر مؤخراً عن "المركز الثقافي للكتاب". يتناول العمل بالدرس شريحة المثقفين وتعاملهم مع الحياة العامة، وينطلق المؤلف من التهم الجاهزة التي باتت توجّه إلى المثقف اليوم بالتقاعس والتخاذل عن الاضطلاع بدوره الاجتماعي والتنويري، وخصوصاً عند كل حراك سياسي وقضية عامّة إشكالية. يرى الملياني أن المثقف قد تخلّى بمحض إرادته للسياسي عن دوره الطليعي وقراره المصيري واختياره الثوري، ورضي بأن يكون ظلاً وذيلاً وأن يؤدي الدور الثانوي في المسرحية السياسية.


صدر عن "الشبكة العربية للأبحاث" كتاب "العلمانيّة وحريّة الضمير" لمؤلفيه جوسلين ماكلور وشارلز تايلور بترجمة محمد الرحموني. يميّز المؤلفان بين نوعين من العلمانية: الأولى منفتحة وهي العلمانية الليبرالية أو التعددية، والثانية منغلقة وهي العلمانية الجمهورية، وبالنسبة إليهما فإن الحدّ الفاصل بين النوعين هو الموقف من المعتقدات الدينية. يعرض الكتاب أيضاً الأفكار المغلوطة عن العلمانية ويفكّك عدة إشكاليات نظرية وعملية مثل الحياد تجاه التعدّد المذهبي، وإتاحة التعبير عن الانتماءات المختلفة في الفضاء العام.


صدر حديثاً عن "نورتون" كتاب "الضمير: أصول الحدس الأخلاقي" لـ باتريسيا تشيرشلاند، وفيه تتناول الأخلاق عند فلاسفة من عصور مختلفة مثل سقراط وتوما الأكويني وصولاً إلى المعاصرين منهم، وتستكشف الأستاذة في جامعة كاليفورنيا أهمية الأخلاق في المجتمعات متعددة الهويات والمرجعيات، كما تدرس كيف تنتقل القيم الأخلاقية عبر الأجيال ولماذا تعيش الثقافات المختلفة بأخلاقيات مختلفة. كما تخصّص فصلاً لفهم لماذا يتمرد البعض على الأخلاق المكرّسة، وتنتهي بمحاولة إضاءة علاقة القيم في إضفاء المعنى على الأفعال البشرية.


"الاقتصاد العراقي بعد عام 2003" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً عن "دار الرافدين"، للباحث صادق علي حسن. يتناول العمل الاختلالات الهيكلية في الاقتصاد العراقي، وتعطيل الخطط التي وُضعت خلال العقود الماضية بهدف تقليل الاعتماد على إنتاج النفط والتوجّه نحو الاستثمار في القطاعين الزراعي والصناعي. كما يشير المؤلف إلى أنه لا يمكن للديمقراطية أن تعمل وفق آلياتها الصحيحة من دون تطوّر اقتصادي، مستعرضاً تجارب الشعوب التي تمتلك نظاماً ديمقراطياً متطوّراً كنتيجة لتبنّيها نظاماً اقتصادياً مرناً ومفتوحاً.


"مصر الفراعنة الصاوية، 664 - 525 ق. م" عنوان الكتاب الذي صدر عن "منشورات جامعة مانشستر" للباحث روجر فورشو. يعود الكتاب إلى مصر في القرن السادس قبل الميلاد حين كانت دولة مقسمة ومحتلة، حتى خرجت أسرة من الحكام المحليين من مدينة صاو وتمكنت من الاستقلال عن الإمبراطورية الآشورية، وقامت بعدّة خطوات إصلاحية تتعلق بالاقتصاد والمشاريع المعمارية، وتطوير علاقات سياسية عبر البحر المتوسط. كما يحلل العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي دفعت إلى وصول هذه الأسرة إلى الحكم وما امتاز به أفرادها من ميزات شخصية أيضاً.


عن "دار التنوّع الثقافي"، صدرت حديثاً طبعة جديدة من كتاب "الإيمان والمعرفة والفلسفة" للكاتب محمد حسين هيكل (1888 - 1956) الذي نُشر لأول مرة عام 1964، ويدرس هيكل خلاله الاستقطاب التاريخي القائم بين العلماء ورجال الدين، معيداً خلافهما التقليدي إلى منطلقات في المناهج التي يعتمدونها، إذ ينطلق الفريق الأول من أسس تجريبية حسّية، بينما يستند الفريق الثاني إلى أسس ميتافيزيقية. وهنا يقدّم المؤلف فرضيته حول تجاوز الخلاف بالكشف الدائم عن المجهول الذي يوفّره العلم، فلا يتعارض مع الرؤية الكلية التي يمدّنا بها الدين.

المساهمون