تقترب أعمال بكار من تجربته كناشط للحفاظ على الطبيعة وحماية البيئة من خلال إعادة التفكير في العالم من حولنا ومسؤوليتنا تجاهه، ويشكّل اللون عنصراً أساسياً فيها ضمن بحثه الدائم في استخدام مواد وتقنيات جديدة، فهو ينوّع في استعمال المواد الملونة ومسحوق الرخام والأكريليك والحناء على سطوح مختلفة أيضاً سواء على القماش أو الخشب أو الورق.
يلجأ الفنان إلى تكثيف اللون وتراكمه وإبراز تدرجاته المتعدّدة داحل اللوحة نفسها، حتى تنمحي الألوان وتتداخل في ما بينها، وكأنها تفضي في ذلك إلى فضاء أعمق يشير إلى أثر الزمن، وكذلك في رسم تلك الأشكال الدائرية التي تضفي بعداً رمزياً يؤكد على الامتداد والقِدم.
تشكّل العلاقات التي تبنيها الألوان بؤرة العمل في سعي إلى إبراز تأثيرها القائم على ثنائيات متضادة؛ الحضور والغياب، والمرئي والمخفي، والفناء والوجود، والمطلق والنسبي، وما يطرحه من تساؤلات تعيد تفكيك فكرة اليقين الذي ننظر من خلاله إلى ذاكرتنا الإنسانية.
أما أحمد بن إسماعيل فيعود إلى فترة طفولته في المدينة القديمة في مراكش، حيث تظهر في لوحاته العلامات والرموز والأيقونات التي تملأ حيطانها، كجزء من تراث مؤثر وفاعل وجرى استحضاره في تجارب العديد من الفنانين المغاربة في اتجاهات مختلفة.
يستفيد الفنان كذلك من عمله كفوتوغرافي حيث يركّز كثيراً في تفاصيل المكان ومكوّناته البسيطة والعابرة فيلتقطها ويطوّر اشتغاله عليها، فيعيد توظيف الكتابات والرسوم والشقوق على جدران مدينته وما تمنحع من تعدّد في الدلالات والتأويل.
يقدّم بن إسماعيل أعمالاً تتسم بتقشف لوني واضح، إذ يركز على مشاهدات من الواقع اليومي وهو يريد لها أن تظهر متخفّفة من أية حمولة تزويقية أو تزينية، إنما الأهمّ أن يتناولها كحالة طبيعية ضمن منطق العفوي والتلقائي، وهو يلوّن عمله بلون أو لونين غالباً.