هشاشة الجماعيّ

02 اغسطس 2015
"ركام"، محمد سعيد بعلبكي/ لبنان
+ الخط -

بنماذجها الثلاثة المعروفة؛ "ناس الغيوان" و"جيل الجيلالة" و"المشاهب"، تبدو المغرب حالة فنية خاصة، باعتبار أنها التربة العربية التي احتضنت أكثر من غيرها فكرة "الفرقة الموسيقية".

تعود اليوم بقوة ظاهرة الفرق الموسيقية، والتي لم ترتبط بمرحلة الثورات والانتفاضات العربية، وإنما سبقتها بسنوات قليلة، من "اسكندرلّا" المصرية وصولاً إلى مجموعة "خط" التونسية، لا ينكر أحد على هؤلاء لا الرغبة ولا القدرة على التجاوز. بقي أن ينظروا في المرآة الخلفية كي يعرفوا أن نجاحات اليوم لا تعني بالضرورة استمرار هذه المشاريع.

ففي عقد السبعينيات، ثم الثمانينيات، شهدت البلاد العربية عشرات المجموعات الموسيقية بمشاريعها الطموحة وأحلامها الكبيرة المعلنة. لم يخل بلد من تجربة مماثلة لـ "ناس الغيوان" سرعان ما عرفت التجاوب الجماهيري رغم التضييق الرسمي.

حين نقفز إلى التسعينيات ثم إلى القرن الجديد، لن نجد الكثير من هذه الفرق، أو لن نجد منها سوى الاسم؛ اندثرت فرقة "الطريق" العراقية، وغابت "البحث الموسيقي" التونسية وإن لم تعلن عن نهايتها، أما فرقتا "المصريين" و"الأصدقاء" في مصر فقد انطبق عليهما أن الجزء أكبر من الكل.

بالعودة للحاضر، كيف تضع الفرق الصاعدة نفسها ضمن تاريخ موسيقي اتسم بهشاشة التجارب الجماعية؟ إنه سؤال يعني على نفس الدرجة، الفرقة ككل وكل عنصر فيها بشكل شخصي.

المساهمون