مفدي زكريا.. عن أهمّية ترجمة "شاعر الثورة الجزائرية"

17 اغسطس 2024
مفدي زكريا (1908 - 1977)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **الذكرى السابعة والأربعون لرحيل الشاعر الجزائري مفدي زكريا، الذي ارتبط اسمه بالثورة الجزائرية وكتب نشيدها الوطني "قسماً" في السجن عام 1955.**
- **مفدي زكريا كتب العديد من القصائد الوطنية وأصدر دواوين مثل "تحت ظلال الزيتون" و"إلياذة الجزائر"، لكن بعض أعماله لا تزال مخطوطة ولم تُترجم.**
- **ندوة في "مكتبة نور الدين صحراوي" بسكيكدة تناولت سيرة مفدي زكريا وأهمية ترجمة أعماله، مشيرة إلى مشروعين لترجمة "إلياذة الجزائر" إلى الأمازيغية.**

تمرّ، اليوم السبت، الذكرى السابعة والأربعون، لرحيل الشاعر الجزائري مفدي زكريا (1908 - 1977)، في تونس التي تقاطعت حياتُه معها أكثر من مرّة؛ فقد انتقل إليها، في بداية شبابه، لإكمال دراسته في "مدرسة السلام القرآنية" ثمّ في "المدرسة الخلدونية" ثمّ في "جامع الزيتونة"، وعاد إليها عبر المغرب للعلاج على يد فرانز فانون من آثار التعذيب في "سجن بربروس" الذي قضى فيه ثلاث سنوات بين 1956 و1959 بسبب انضمامه إلى الثورة الجزائرية (1954 - 1962)، ثمّ أخيراً في عام 1977، بعد مغادرته الجزائر بسبب معارضته الأحادية السياسة والاستفراد بالسُّلطة بعد الاستقلال.

ويرتبط اسم مفدي زكريا بالثورة الجزائرية التي ناضل في صفوفها وكتب نشيدِها "قسماً" في السجن عام 1955 بطلبٍ من المناضل عبّان رمضان، والذي لُحّن مرّات عديدة قبل أن يستقرّ على لحن الفنّان المصري محمد فوزي عام 1957، ويُصبح لاحقاً النشيد الرسمي للدولة الجزائرية؛ وهو واحدٌ من قصائده الوطنية الكثيرة؛ وأبرزها "من جبالنا طلع صوت الأحرار" (1932) و"فداء الجزائر روحي ومالي" (1936)؛ النشيد الرسمي لحزب "نجم شمال أفريقيا" الذي أسّسه "زعيم الحركة الوطنية الجزائرية"، مصالي الحاج، عام 1926.

صدرت لمفدي زكريا عدّة دواوين؛ من بينها: "تحت ظلال الزيتون" (1965)، و"إلياذة الجزائر" (1972)، و"اللهب المقدّس" (1973). غير أنّ عدداً من دواوينه لا تزال مخطوطةً إلى اليوم، كما أنّ نصوصه لم تُترجم إلى لغات أُخرى؛ وهو ما أشار إليه المشاركون في ندوةٍ أُقيمت، اليوم في "مكتبة نور الدين صحراوي" بمدينة سكيكدة (شرقي الجزائر) تحت عنوان "الشعر والثورة: مفدي زكريا نموذجاً".

في هذا السياق، تحدّث حاج موسى بن عمر، وهو أستاذ التاريخ الحديث والمُعاصر في "المدرسة العليا للأساتذة" بالجزائر العاصمة ورئيس "مؤسّسة مفدي زكريا" عن ضرورة ترجمة أعمال "شاعر الثورة الجزائرية" إلى لغات العالَم "حتى يجري الاستلهام منها"، مشيراً إلى وجود مشروعَين لترجمة "إلياذة الجزائر" إلى اللغة الأمازيغية. من جهته، اعتبر الأكاديمي صالح بلعيد، أنّ مفدي زكريا "كان أحد صانعي مجد الثورة الجزائرية بقلمه، وأنّه ألهم الكثير من الشعراء داخل الجزائر وخارجها".

وشهدت الندوة تقديم مداخلات أُخرى تناولت سيرة مفدي زكريا وقصائده الوطنية، إضافةً إلى قراءات شعرية لعدد من الشعراء الجزائريّين.

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون