بعد بيع كل الأنهار

13 أكتوبر 2019
(ب. ك. باراكادافو)
+ الخط -

عش

بعد الزفاف أخذها إلى بيته الجميل
قال لها عند العتبة: "ادخلي بقدمكِ اليمنى"
دخلَتْ
كان البيتُ حسن التجهيز
غسّالة ملابس
ثلاجة
تلفاز
أدهشها قفصُ الببغاء الكبير المعلّق في غرفةِ الاستقبال
سألتْ وهي تشيرُ إلى القفص الفارغ: "لماذا؟"
أجابَ
"ادخلي وانشري جناحيكِ"
وأغلقَ عليها باب القفص.


■ ■ ■


بيع

بعد بيع كلّ الأنهار تساءلَ الوزراءُ، ما الذي
يمكن أن يأتي بعد هذا؟
لماذا لا تمطر؟
وماذا عن تأجير مطرِ السنة القادمة للولايات المتحدة؟
بعد وقتٍ قصير جاء رجلٌ أبيض لينظر إلى الغيوم، واستأجرَ
مطرَ سنة
وقال الوزيرُ لعامّةِ الناس: "شاهدوا المزيد من المسلسلات التلفزيونية
مع عائلاتكم، اسفحوا ما استطعتم من دموع
ثم اجمعوها في قواريرَ، هذا ماءٌ يكفي للشرب والغسيل".


■ ■ ■


هدية

طلبَتْ مني زهرة
أعطيتها إكليلاً من الزهور
طلبت مني ثوباً
أعطيتها كفناً
طلبت مني حجرَ صوانٍ لإشعال النار
فأعددتُ محرقةْ


■ ■ ■


استقلالٌ يحني رأسه

كانوا يحتفلون بذكرى مرور أربعين عاماً على الاستقلال
الزعيمُ يخطب في دار البلدية
وأتباعه جالسون يصغون إلى خطابه
وفجأةً ظهر رجلٌ عجوز
أدرد لم يبتسم
واندفع الرجل نصف العاري إلى المنصة مع عكّازه
أوقف الزعيم خطابه بعضاً من الوقت، ثم هبط عن المنصة
أوقف الزعيم وأتباعه الرجل العجوز
صاحوا بالرجل العجوز: "ابق هنا". أحدهم اختطف عكاز الرجل العجوز، بينما
انتزع آخر نظاراته، وسحبه عدد قليل منهم بعيداً وقد أغلق أحدهم فمه براحة يده
واتسعت ابتسامةٌ عريضة على وجه الزعيم بشاربيه
خرج الزعيمُ والأتباع
في المنتزه صرخ الحشدُ تحية للزعيم.. النصر.. عاشت الهندُ أمّنا
احتفظوا بالرجل العجوز في زاوية معدّة إعداداً خاصاً في المنتزه

ربما بسبب ثقل إكليل الأزهار الذي علّقه الزعيم حول عنقه
أو ثقل استقلاله
ولكن رأس التمثال انحنى.


■ ■ ■


الخلخال

أعطاها والداها ثلاثمائة ليرة ذهبية إنكليزية في حفل الزفاف
وغُطّيَ ساعداها ورقبتها بالحلي
ولكنهما نسيا إعطاءها شيئاً واحداً
الخلخال
فسألها وهو ينظر إلى كاحليها العاريين:
"ألم يعطوك أي شيء لكاحليكِ؟"
قالت بخجل: "لا"
قال لها: "لا تقلقي"
ثم قيّد ساقيها معاً بسلسلة احتفظ بها جاهزة من أجلها.


* كاتب هندي من ولاية كيرَالا يكتب بلغة المالايالم الدرافيدية، وهذه القصص القصيرة جداً نُشرت ضمن مجموعة قصصية له في عام 2013 تحت عنوان "عبر المرآة الصغرى".

** ترجمة محمد الأسعد

المساهمون