من دمشق إلى معلولا.. خمس استعادات سوريّة

12 أكتوبر 2017
(نزار صابور، من المعرض)
+ الخط -
"ذكريات المدن" عنوان المعرض الذي افتتح أول أمس في غاليري "ويلسدن" في لندن ويتواصل حتى الحادي والعشرين من الشهر الجاري، ويجمع أعمالاً لخمسة فنانين سوريين هم: غسان جديد (1946)، وخالد الساعي (1970)، ومنهل عيسى (1969)، ونزار صابور (1958) وفيرجينيا أراكيليان (1985).

المعرض الذي يقام بالتعاون مع "غاليري هبة"، "يطرح تساؤلات عدّة حول علاقة الفرد، وتحديداً الفنان، بالمدينة ورؤيته الفنية الخاصة وطريقة طرحه لها، وعن علاقته بالمكان خاصة المدن"، بحسب مديرة الغاليري هبة صبري التي أشارت في البيان الصحافي إلى أن "اللوحات المعروضة جزء من مشروع فنّي يهدف إلى جمع الذاكرة الفردية مع المشتركة، لإسقاطها على ذاكرتنا الجمعية، لتفعيل الديناميكية الاجتماعية بين الماضي والحاضر".

يُبرز غسان جديد مدينته طرطوس في أعماله التي تعود إلى استذكار هذه الحاضرة الساحلية في خمسينيات القرن الماضي، وتصوير بيوتها وطرقاتها وبحرها في مزج بين التعبيرية والتجريد، مستحضراً رموزاً من الميثولوجيا السورية حيث القمر والسلّم والدائرة والمحراث واليد بدلالاتها المتنوّعة.

فيرجينيا أراكيليان خالد الساعي يذهب نحو الشرق السوري حيث مدينته الميادين في لوحات يتجاور فيها الخط والكولاج والتصوير، من خلال تطوير تجربته الحروفية عبر محاكاة الطبيعة وعناصرها وتكوين تكتّلات تتجسد في أشكالٍ كالغيوم الماطرة الشاردة، أو المتصادمة، أو النازلة في الأرض مثل الساعة الرمليّة.‏

أما منهل عيسى فيعود إلى مدينته دمشق من خلال أعمال تتناول جبل قاسيون والحياة اليومية التي تحتشد فيها حركة البشر الذين يظهرون في اختزال يقترب من التجريد، واعتماد على اللون لإبراز إيقاعاتهم وحالاتهم وأمزجتهم.

من جهته، يواصل نزار صابور تقديم رسوماته المستوحاة من معمار بلدة معلولا الآرامية وأيقونات كنائسها ضمن تجريبه الخاص باستخدامه المواد الطبيعية في تشييد لوحته مثل الرماد والرمل والطين، ما يمنحها بعداً روحانياً يختلف عما هو في الواقع.

في أعمال فيرجينيا أراكيليان تصوير للحياة اليومية في سوق التوابل القديم في دمشق القديمة في تجربة تستفيد من تقنيات التصميم الغرافيكي واستخدام مواد متعددة، ضمن مشروعها في توثيق بصري لتاريخ عائلتها وعلاقتها بالمكان.




المساهمون