على وقع ما تشهده فلسطين من غضب ورفض لمشروع تصفية القضية الفلسطينية، رحل أمس الخميس المؤرخ الفلسطيني ألبرت أغازريان (1950-2020)، وسيشيّع جثمانه غداً السبت عند الساعة الرابعة عصراً في كنيسة دير الزيتون في دير الأرمن الأرثوذكس في مدينته القدس المحتلة.
ولد أغازريان في الحيّ الأرمني في البلدة القديمة، ودرس في "كلّية بيرزيت" حيث نال دبلوماً في "الدراسات الشرق أوسطية" عام 1970، وسرعان ما انتقل إلى الجامعة الأميركية في بيروت حيث حاز درجة البكالوريوس في العلوم السياسية، لينال بعدها درجة الماجستير في "الدراسات العربية المعاصرة" من جامعة "جورج تاون" عام 1979.
وعلى الرغم من أن أغازريان لم يصدر الكثير من الدراسات التاريخية، لكنه كثيراً ما اعتبر مؤرخ القدس لمعرفته الكبيرة والعميقة بتاريخها وواقعها على نحو تفصيلي، جعله من أبرز المتحدثين عنها في المحاضرات والجامعات ومن أفضل من يقدّم رواية شفوية حول تاريخ المدينة المحتلة.
أجاد الراحل اللغات العربية والإنكليزية والفرنسية والأرمنية والعبرية، إلى جانب معرفته بالتركية والإسبانية؛ ما أهلّه للعمل في الترجمة، كما عمل أستاذاً للتاريخ ثم مديراً للعلاقات العامة في "جامعة بيرزيت" لأكثر من عشرين عامًا، وكان من موقعه هذا مدافعاً عن حقوق الطلبة ضد سياسة إغلاق الجامعات التي اتبعها الاحتلال في تلك الفترة، ومنافحاً عن حرية التعليم.
برز اسم أغازريان لدى قيادته الوفد الإعلامي الفلسطيني في "مؤتمر مدريد" عام 1991، وقد رثته أمس عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي في بيان، قائلة: "سنتذكره لجهوده الدؤوبة للنهوض بقضية شعبنا من أجل الحرية والعدالة سواء من خلال عمله الأكاديمي أو مشاركته مع الوفد الفلسطيني في مؤتمر مدريد، حيث عملتُ معه عن كثب، واستمر في شرح تاريخ وثقافة وواقع القدس المحتلة".
أصدر أغازريان كتاباً بالشراكة مع المؤلفين عفيف أغازريان وبرنارد سابيلا بعنوان "خارج القدس؟: أصوات مسيحية من الأرض المقدسة" (1997)، تلاه كتاب آخر بعنوان "أصوات مسيحية من القدس: عشية الألفية الثالثة" (1998)، أيضاً بالشراكة مع المؤلفين عفيف وسابيلا، وشارك بدراسة في كتاب جماعي صدر بالفرنسية تحت عنوان "حوض المتوسط بين العقل والجنون" (1998).
ويذكر أن الراحل هو والد الباحثة إليز أغازريان التي حذت حذوه في الكتابة عن القدس، حيث وسم كتاباتها توجّهٌ تحرري يُفكّك المنظومة الاستعمارية.