"إمرأة وحيدة": عودة إلى داريو فو

08 يوليو 2019
(من المسرحية)
+ الخط -
ثمة العديد من النصوص التي تنتمي إلى المسرح العالمي المعاصر حرى تقديمها عربياً عدّة مرات ربما لأنه حظيت بالترجمة خلافاً لمسرحيات أخرى قد تكون أكثر أهمية، لكن يظلّ العامل الأساسي وراء تكرار إنتاجها يرتبط باقترابها من الأزمات السياسية والاجتماعية في المجتمعات العربية.

نص "امرأة وحدها" الذي ألّفه الكاتبان المسرحيان الإيطاليان داريو فو (1926-2016) وزوجته فرانكا راميه (1929-2013)، ينتمي إلى هذه الفئة حيث سبق أن عرضته المخرجتان السوريتان أمل عمران ونسرين فندي، إلى جانب المخرجين المصري أكرم مصطفى والعراقي أسعد راشد والمغربي السعيد شكور وآخرين.

تحتضن "وكالة بهنا" في مدينة الإسكندرية عند الثامنة من مساء الجمعة المقبل، الثاني عشر من الشهر الجاري، عرضاً للمسرحية التي أخرجتها وأعدّت الدراماتورجيا منة ماهر، ويعاد تقديمها السبت بأداء المخرجة نفسها، وسينوغرافيا أسامة الهواري، تأليف موسيقي محمد خالد وتصميم كيريوغرافي لإسلام مخيمر.

يقارب العمل جملة تساؤلات تتعلّق بواقع المرأة التي تحدّد لها أدوارها الاجتماعية مسبقاً من قبل منظومة وصائية مركبة، من خلال قصة امرأة يقفل الزوج عليها وعلى طفلهما الباب يومياً قبل ذهابه إلى العمل، تاركاً إياها برفقة صهرها المعاق الذي ترعاه، لتبقى وحيدة بين جدران صماء تجتر خيبتها وحياتها الضائعة.

تحاصر المرأة الوحيدة باتصالات من جار يراقبها ويتلصص عليها، ورجل آخر يطرق باب منزلها مطالباً إياها باسترداد دين له وهي لا تعرفه، ثم يعود إلى مسرح الأحداث شاب كانت على علاقة سابقة معه ليهددها ويقتحم منزلها.

تتتالي الأحداث التي يختلط فيها الواقع مع هلوسات الوحدة التي تعاني منها امرأة تجتر خيباتها وانكسارتها وصراعاتها الداخلية حتى تأتي لحظة تقرّر عندها الانتحار، لكن وعلى نحو مفاجئ يحضر صوت امرأة ليغيّر رأيها في الثانية الأخيرة، وتوّجه مسدسها نحو صهرها المعاق وجارها المتلصص وتنتظر زوجها ، لنصل إلى نتيجة أن إقصاء المرأة يعني إقصاء الجميع وموتهم.

نص المسرحية الذي ترجمه إلى العربية ماجد الخطيب، نتاج ورشة قام بها داريو فو وفرانكا راميه عام 1977 في محاولة منهما لتأمل مصير المرأة التي لم تعرف الحب بعد زواج طويل ثم تندفع في وقت متأخر من حياتها مغامرة لتكتشف معنى ما تفتفده.

المساهمون