كلنا شعراء حين يرتعش الكون

05 مارس 2018
سلوى روضة شقير/ لبنان
+ الخط -

فتحنا صندوقَ الألعابِ فخرج الموبوءون،
--
سنكفي لتمويهِ الموتِ
لتلوينِ الرّملِ
لتفكيكِ القطرة
سنمسحُ زجاج التّاريخ بغيمة
ليطلّ الأطفالُ على اليوم الأوّل للأرضِ
مبتسمينَ.... ويحكَّ القمرُ جبهته
بخاطرِ نجمة
سنكفي لتحريرِ العشب!
--
تعال نربّي حلمًا في نصٍّ مفتوح
ونضع الأشرار بين مزدوجين
تعالَ نحبّ نحبّ نحبّ
ونسمح للشمس بأن ترتاح
ونحن نشعُّ نشعّ نشعّ
لا تجعلني أنتظر كثيرًا
سيرتعش صميمي
لا تلمسني
فأشعر أنّك غير حقيقيّ،
ما بيننا نظيفٌ مثل سمكة
والعالم أكبرُ من فمك الآزوتيّ
وفمك يلائمُ أغنيتي
وبيننا الأبديّة
تعال.. لعينيك مذاقُ الطبشورة.

حلمنا، أن نكون أطبّاءَ
لنداوي الشّمسَ بالمريميّةِ والخرّوب،
وأن نكون موهوبينَ لننجح في توفيرِ الدفء،
حلمنا أن الإنسان هو قدس الأقداسِ،
دمنا ضيفٌ
مأدبةٌ
والعالَم يقتلُ بالهمس.
فمك مرفأ، وفمي برهـة
تعالَ، فهذا العمرُ أوسعُ من أن
أحدث فيهِ
ستغمرني ثلوج بلاد الإسكيمو
فيما أنتَ تلوّحُ للمكّوك بمنديل
تعالَ، خلِّصني من فاكهة السورياليين
أفلتُ من المادّي أودُّ،
وأن أشربَ نخبًا موسيقيًا
برفقةِ شبحين!


■ ■ ■


ويأكلنا العالم الغاشمُ،
فنرجع بلا حذرٍ إلى أرضنـا،
يقال أنّ الموتَ صديقها المختصَرُ،
كلّنا شعراء حين يرتعشُ الكونُ،
وتتمّ الصّفقة.
***
دمعتنا المنحطّة تنتفضُ في غروبٍ غرٍّ،
وهذا الكوكبُ، بالونةٌ تائهة ونحن:
مشاعر كلسيّة وركامٌ واقفٌ،
جثمانُ الأبديّة يشعّ في محبرةِ الكاتب العموميّ،،
ميلادٌ جديدٌ إذن، وغابةٌ خلفَ اليدِ!
فينا الغزال الشّاردُ والعظاءة المبتورة،
فينا الجريدة التقليدية وفينا المكّوك،
نحن... بكاءٌ صمغيٌّ
حشراتُ يضلّلها اللّيل،
والآن... طيرٌ متقاعسٌ وكرّاسة محاولة.
تعالوا نصير رائعينَ،
ونصرخ، يا ريح انتظرينا..
كلنا شعراء.. نسحّ من عينِه الحزينة!
***
لتنطفئ الوردة الجزافية
لابدّ من وقتٍ،
ولا نملك الوقت القابلَ للتأجيلِ،
ولا نملك الصّمتَ اللازمَ لتنقيحِ الكلامِ.
نملك الصداع النصفي
ونصف قمرٍ قاحلٍ.
وفصّ ملحٍ سمّيناه بلادًا،
لابدّ من ثلجٍ جديد إذن.
لنتطاول بأقلام الكترونيّة
فغدا، تحطّ علينا مياهٌ جميلة،
ويمسح بنا الحلم المستهلكُ إبط المسافر..
غدا، تكافئنا بغلتي المسلولة..
غدا.. غدا... نصير أذكياء.
كلّنا شعراء... في لغةٍ هجّرت مِنها الأراجيحُ.
وهابطين إلى سوق العطّارينَ،
نطلبُ عشبةً للنّجاةِ وكوبَ عِناق.
نرتجُّ وترحمنــا غيمةٌ عاقلة،
تسألني من نحن؟
نحن ما تشاء!
غَلَّةُ المرابي
ذريعةُ المنافقِ
سلبيّة الضّوءِ
مجّانية الحزنِ
نحن شعراء.
الطفل الورديّ تحت القشة،
الدوري المخدوش قبالة قلبي،
حبيبك الخاذل..
جزمةُ الممثّل..
كلّنا كلّنا،
نحن الرّخامة الفوضويّة.. مجدها المكوّمُ
تحت الجاذبيّةِ/ وقاحتُها والوشمُ.
نحن شيء يجعلني اليوم أبتسِمُ،
البسمة نهاية مفتوحة، وأنا أبتسمُ.
للضائعين، للهاربين، للمنفيين،
للرّهابيين، للعشّاق الكلاسيكيين،
لنجمةٍ مرتبكة تلاقت نظراتنا حين كنّا طفلتين.
أبتسمُ... للذاكرة، والسّوّاحِ والقبّرات.
مثلّثًا، مربّعا، مدوّرًا، مفتّتًا... عاهرًا أو فاتنًا
لأجلكم... وضدّكم... أبتسمُ.


* شاعرة من الجزائر

المساهمون