مدن في المنحدر

18 يوليو 2016
هالة لمين/ تونس
+ الخط -

عمليات "الحفر" الصحافية والبوليسية حول منفّذ عملية الدهس في نيس أوصلت إلى أنه مقيم في فرنسا منذ تسع سنوات وأنه صاحب سوابق عدلية، وأخيراً بأنه ينحدر من مدينة مساكن التونسية.

تلك المدينة التي كتب أحد أبنائها، أستاذ الفلسفة في الجامعة التونسية، محمد محجوب على صفحته في فيسبوك "من نفّذ عملية نيس تبيّن أنه من مساكن. كانت هذه المدينة في الستينيات مدينة المدرسة والتألق المدرسي. أصبحت اليوم مدينة داعش والجهالات. اليوم أجهز محمد الحويج بوهلال على ما تبقّى منها".

منذ تلك الستينيات إلى اليوم، تقطع مساكن مسافة (في المنحدر) قطعتها الكثير من المدن التونسية الأخرى، وكذلك العربية بلا شك.

مدن شكّلتها الخيارات المسقطة بين مناهج التربية المغشوشة وإجراءات التنمية الشكلية فأصبحت في غضون عقود محطات في طرق تجارية تديرها شبكات الاقتصاد الموازي والوشايات البوليسية، وصولاً إلى تحوّلها إلى حواضن للتشدّد.

ومثلما أن بوهلال منتج تتداخل في تركيبته العناصر التونسية والفرنسية دفعت ثمنه فرنسا من دم أبنائها في يوم عيدها الوطني، فإن مساكن -وكل مدينة معنية بهذا المسار الانحداري- هي الأخرى منتج مركّب تفسّره العلاقات بين البلدين، ويدفع ثمنه في شكل نزيف بطيء ومؤلم أبناؤها وهم يشاهدونها وهي تتحوّل إلى اسم يتداوله الإعلام كمكان ولادة وحش بشري.


دلالات
المساهمون