كانت ثورة

25 يناير 2018
(غرافيتي في أحد شوارع القاهرة)
+ الخط -

في شذرات تحت عنوان "المثقّف ازدواجي بالطبع" ضمّها كتاب "سيميولوجيا الحياة اليومية" (2016)، يكتب الأكاديمي المغربي عبد السلام بنعبد العالي: "... ما يُبعد النضال عن المقاومة، هو بالضبط ما يميّز المنظومة العقائدية عن الشبكة. [فالمقاومة] لا تنخرط في مواقف ومذاهب وتيارات، وإنما تشكّل شبكات".

يبدو هذا المقتطف ربّما مُجمِلاً لحال "الجبهة" الثورية المصرية، وثورةُ مصرَ تُحيي ذكراها السابعة اليوم.

مهّدَ للثورة كما أصبح مُشاعاً حركة مقاومة، خصوصاً ما كانت تقوم به: "كفاية" و"6 أبريل" باعتبارهما حركتي تشبيك بالأساس، حاولتا تجميع "النَفَس المعارِض"، واللعب على إحياء تظاهرات/ مظاهرات/ فعاليات ثقافية بغية "إزعاج" النظام.

فيما شهدت مرحلة الثورة والقصد ما تلا الـ"18 يوماً"، إلى حدود انقلاب 3 تموز/ يوليو، ما يمكن أن تُلقي عليه لغة بنعبد العالي إعادة اصطفاف نضالي/ عقائدي، بكل ما يحمله منطق الانتخابات من تنافسية وما يحرّكه ذات المنطق في نفوس "مقاوِمي" الأمس.

بعد الانقلاب وحتى مشهد ما قبل "الانتخابات" الذي نعيشه اليوم، مروراً بأحداث كثيرة ("تيران وصنافير" على رأسها)، عادت الأصوات المُعارِضة (فيما عدا شقّ كلاسيكي منها) إلى ممارسة الفعل المقاوِم، تاركةً خلفها جلّ حمولتها النضالية/ الحزبية.

إن مسار الثورة بما هي حالة "انتصار"، إعلانُ وفاةٍ للفعل المقاوِم، وفشلُها شهادة ميلاد متجدّدة له.

المساهمون