الصحة العالمية تحذر من ارتفاع معدلات سمنة الأطفال بحلول عام 2022


12 أكتوبر 2017
تحذيرات من تفاقم بدانة الأطفال (جون مور/Getty)
+ الخط -



قالت منظمة الصحة العالمية إن عدد الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السمنة زاد خلال العقود الأربعة المنصرمة بمقدار عشرة أمثال في أرجاء العالم كافّة، متوقعة تفاقم هذا الخطر بحلول عام 2022، وذلك وفقاً لدراسة جديدة أجراها خبراء من المنظمة بالتعاون مع باحثين من كلية إمبريال كوليدج البريطانية، ونشرت نتائجها دورية (Lancet) الطبية، الأربعاء.

وقالت الدراسة: "إن الاتجاهات الحالية ستسفر، في حال استمرارها، عن زيادة عدد الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السمنة على عدد من يعانون منهم من نقص الوزن بشكل معتدل أو شديد بحلول عام 2022".

وحلل الباحثون بيانات 31.5 مليون طفل ومراهق في جميع أنحاء العالم تراوح أعمارهم بين 5 و19 عاما، و97.4 مليون شخص يبلغون من العمر 20 سنة وما فوق. وشارك أكثر من 1000 مساهم في الدراسة التي بحثت موضوع مستوى كتلة الجسم والكيفية التي تغيرّت بها معدلات السمنة بجميع أنحاء العالم في الفترة الواقعة بين عامي 1975 و2016.

وارتفعت نسبة السمنة لدى الأطفال والمراهقين في العالم من أقل من 1 في المائة (أي ما يعادل خمسة ملايين فتاة وستة ملايين فتى) في عام 1975 إلى نسبة 6 في المائة تقريباً لدى الفتيات (50 مليون فتاة) ونحو 8 في المائة لدى الفتيان (74 مليون فتى) في عام 2016.

وتوصلت الدراسة إلى أن العدد الإجمالي للذين يعانون من السمنة ممّن تراوح أعمارهم بين خمس سنوات و19 سنة ارتفع إلى أكثر من عشرة أمثال على الصعيد العالمي، أي من 11 مليون شخص في عام 1975 إلى 124 مليون شخص في عام 2016. وكان هناك 213 مليون شخص آخر في عام 2016 يعانون من زيادة الوزن ولكنهم لم يبلغوا عتبة السمنة. 


ويقول معدّ الدراسة الرئيسي من كلية الصحة العمومية الملكية، ماجد عزاتي: "إن معدلات السمنة لدى الأطفال والمراهقين ارتفعت على مدى العقود الأربعة الماضية على مستوى العالم، ولا تزال ترتفع في البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل، ولكنها استقرت بالآونة الأخيرة في البلدان المرتفعة الدخل، رغم أنها لا تزال مرتفعة بشكل غير مقبول".

ويضيف: "إن هذه الاتجاهات المثيرة للقلق تعكس تأثير تسويق الأغذية والسياسات الموضوعة بشأنها في أنحاء العالم أجمع، علماً بأن أنواع الغذاء المغذي والصحي مكلفة جداً بالنسبة إلى الأسر والمجتمعات الفقيرة. وتتنبأ هذه الاتجاهات بتربية جيل من الأطفال والمراهقين الناشئين في ظل معاناتهم من السمنة وتعرضهم لارتفاع خطورة الإصابة بأمراض، من قبيل داء السكري"، داعيا إلى اتباع طرق لزيادة إتاحة أنواع الغذاء الصحي والمغذي في المنزل والمدرسة، وخاصة في صفوف الأسر والمجتمعات الفقيرة، وسن لوائح وفرض ضرائب في ما يخص الأطعمة غير الصحية لحماية الأطفال منها. 

وبحسب معدي الدراسة، فإن الاتجاهات المُختطة بعد عام 2000 ستسفر، في حال استمرارها، عن أن تتجاوز معدلات السمنة لدى الأطفال والمراهقين في العالم معدلات الشباب من الفئة العمرية نفسها ممّن يعانون من نقص الوزن بشكل معتدل أو شديد بحلول عام 2022. وقد بلغ في عام 2016 عدد الفتيات والفتيان الذين يعانون من نقص الوزن بشكل معتدل أو شديد في العالم 75 مليون فتاة و117 مليون فتى على التوالي.

ورغم ذلك، فإن العدد الكبير من الأطفال والمراهقين الذين عانوا من نقص الوزن بشكل معتدل أو شديد في عام 2016 (75 مليون فتاة و117 مليون فتى) لا يزال يمثل تحدياً كبيراً ماثلاً أمام الصحة العمومية، وخصوصاً في أفقر أصقاع العالم، ممّا يجسّد الخطر الذي يشكله سوء التغذية بجميع أشكاله في ظل وجود شباب يعانون من نقص الوزن وآخرين من زيادته في المجتمعات نفسها. 

وتقول الدكتورة فيونا بول، منسقة برنامج ترصد الأمراض غير السارية ووقاية السكان منها في المنظمة: "إن هذه البيانات تسلّط الضوء على أن زيادة الوزن والسمنة هما أزمتان صحيتان عالميتان اليوم"، وتذكّر بهاتين الأزمتين وتشدّد عليهما، "لأن خطرهما سيتفاقم في السنوات المقبلة ما لم نشرع في اتخاذ إجراءات جذرية بشأنهما".  

وتضيف: "إن المنظمة تشجع البلدان على بذل جهود رامية إلى التصدي للبيئات التي تزيد اليوم من فرص أطفالنا في المعاناة من السمنة. وينبغي أن تسعى البلدان تحديداً إلى بلوغ هدف مؤداه تقليل استهلاك الأطعمة الرخيصة والمُبالغ في تجهيزها والحاوية على كمية مفرطة من السعرات الحرارية والفقيرة بالمغذيات. وينبغي أيضاً أن تقلل البلدان من الوقت الذي يقضيه الأطفال في الأنشطة الترفيهية المنطوية على الجلوس أمام الشاشات من دون حراك، وذلك عن طريق تشجيعهم على زيادة المشاركة في ممارسة النشاط البدني من خلال الترويج للأنشطة الترفيهية والرياضية التي تبعث على النشاط".

 (العربي الجديد)

المساهمون