ويأتي هذا الابتكار في وضع تشهد فيه اليمن حرباً منذ خمس سنوات، بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف، وقوات الحوثيين المدعومة من إيران. "من وسط هذا الوضع انبثقت فكرة الابتكار"، تقول الطالبة مرام النصيري، إحدى عضوات الفريق، وتشير إلى أن فكرة الطباخ الذكي هي مشروع تخرجهن من كلية الحاسوب، جامعة صنعاء. وقد عملت النصيري مع أربع زميلات لها في ابتكار الروبوت الآلي، خلال عام كامل.
تقول النصيري في حديثها لـ"العربي الجديد"، إنّ فكرة المشروع عبارة عن وحدة طبخ مكونة من يد آلية، تتضمن صندوقاً ومضخات وقطعا أخرى، يتم التحكم بها عن طريق تطبيق وموقع ويب، بحيث يتم اختيار طبخة معينة من التطبيق ثم يتم إرسال الأوامر الي اليد الآلية كي تبدأ بطبخ الوجبة التي يختارها المستخدم.
تضيف: "يتم تجهيز جميع المكوّنات الأساسية للطبخة سابقاً في قوالب خاصة، بحيث تكون اليد على علم بالمكون الموجود في كل قالب حتى تتم الطبخة بشكل ناجح. وتوضح النصيري أن هناك جانبا صحيا في مشروعهن، يتمثل في وحدة إشعارات تنبّه المستخدم بكمية السعرات الحرارية التي يحتاجها إضافة إلى السعرات الحرارية الخاصة بكل وجبة، مشيرة إلى أن مشروعهن عبارة عن طباخ ذكي؛ لكن بشكل مصغر ومناسب للظروف الحالية.
من جهتها، توضح حميدة علي الشعباني لـ"العربي الجديد"، أن الهدف من المشروع هو مساعدة المرأة الموظفة على إعداد وجبتها الغذائية قبل وصولها إلي المنزل، إضافة إلى مساعدة الرجل العازب في تحضير وجبته الغذائية خصوصا المغتربين بهدف الدراسة أو العمل. فمن خلال الطباخ الذكي يستطيع معرفة مكونات الطبخة بسهولة.
وتشير الشعباني إلى أنهن قدمن خدمة جديدة لذوي الاحتياجات من خلال هذا المشروع، فبإمكانهم الآن القيام بتحضير طعامهم بأنفسهم، بدون مشقة. أما روان القباطي، عضوة أخرى في الفريق، فتقول إن هناك صعوبات واجهت الفريق في تنفيذ المشروع، منها مسألة التخصص، فهن قمن بابتكار شيء خارج تخصصهن في الحاسوب، فكان يجب عليهن التعمق في تخصصات قسم الهندسة ومعرفة القطع الهندسية وكيفية برمجتها وربطها.
وتضيف لـ"العربي الجديد" أن انقطاع الإنترنت والكهرباء في اليمن، قد شكل عائقا أمامهن، إضافة إلى افتقار الفريق إلى الدعم المادي اللازم، الذي يضمن تطبيق المشروع على نطاق أوسع. تشير سمية الإدريسي، أن تكلفة انتاجهن للروبرت الآلي (الطباخ الذكي) بلغت مئتان وخمسون ألف ريال يمني، ما يعادل (500 دولار).
تنهي سمية حديثها " بالكاد استطعنا تدبير هذا المبلغ، الذي يصعب على الطلاب تحصيله" وتشير إلى أن أحدا لم يقدم لهن المساعدة، باستثناء الدكتور محمد فاضل، مشرف الفريق في مشروع التخرج.