بسام السايح.. أسير فلسطيني يقاوم السرطان والاحتلال

07 مارس 2016
ينتظر العلاج قبل فوات الأوان (العربي الجديد)
+ الخط -


قبل نحو أسبوعين قصدت منى السايح سجن مجدو الإسرائيلي، لزيارة زوجها الأسير المريض بالسرطان، بسام السايح (43 عامًا) من سكان مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، لتفاجأ بوضعه الصحي المتدهور، عندما أطلّ مع أسير آخر يحمله إلى مكان الزيارة.

وأكدت منى السايح لـ"العربي الجديد"، أن بسام لم يكن قادراً على الحركة ولا حتى على الكلام، وحاولت التواصل معه عن طريق الكتابة، إلا أنه بسبب التعرق المستمر في جسده، كان حبر القلم يختلط مع العرق على الورقة ولم تفهم مما كتبه، سوى أنه بوضع صحي سيئ ولا دواء وعلاج داخل السجن.

واعتقلت قوات الاحتلال بسام السايح مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي من منزله في مدينة نابلس، بتهمة المشاركة في تنفيذ عملية بيت فوريك جنوب شرقي نابلس، والقريبة من مستوطنة "إيتيمار"، والتي أسفرت عن مقتل مستوطن إسرائيلي وزوجته برصاص منفذي العملية.

خلف قضبان سجن "مجدو" العسكري، وفي أقسام السجن التي لا تتوفر فيها أقل المعايير الصحية لمريض الإنفلونزا على سبيل المثال، يقبع بسام السايح المصاب بأمراض صعبة وخطيرة جداً، تستدعي نقله الفوري إلى أكثر المستشفيات تطوراً لتلقي العلاج والبقاء تحت الرعاية والمراقبة.

اقرأ أيضاً: عمليات جراحية إسرائيلية لأسرى فلسطينيين بلا "تخدير"

ويعاني السايح من سرطان الدم والعظام، إضافة إلى قصور حاد في القلب وهشاشة في العظام، علاوة على معاناته ظروفاً صعبة للغاية داخل سجون الاحتلال، دون توفير أبسط ظروف العلاج له، في حين "لم يعد بسام قادراً على الكلام، بسبب انتكاسة صحية تعرض لها نتيجة الإهمال الطبي داخل السجون"، تقول زوجته منى.

منى السايح والتي طرقت الأبواب في الوزارات والمؤسسات والهيئات الإنسانية والحقوقية والوطنية، لم تعد تطالب بالإفراج عن زوجها الآن، وإنما التدخل بشكل فوري لنقله إلى مستشفى يقدم له العلاج اللازم قبل فوات الأوان.


عائلة السايح تواجه قرار هدم منزلها

لم تكتف سلطات الاحتلال باعتقال بسام السايح رغم ما يعانيه من أمراض، بل تخوض عائلة السايح معركة مع الاحتلال الإسرائيلي بعدما أخطرت بهدم منزلها ضمن سياسة العقاب الجماعي، وهدم منازل منفذي العمليات التي تمارسها سلطات الاحتلال.

وتخوض العائلة معركتها من أجل إلغاء قرار هدم منزلها، الذي أفرغته بالكامل تحسباً لأي اقتحام ليلي للمنزل والشروع بعملية الهدم، كما فعلوا سابقاً في منازل لفلسطينيين متهمين بتنفيذ عمليات ضد الاحتلال.

ورفضت سلطات الاحتلال التماسا قُدم لإيقاف قرار الهدم، في حين رفعت العائلة بمساعدة محامين، قضية لدى المحكمة العليا الإسرائيلية للنظر فيها، وما زالت حتى اللحظة تنتظر صدور القرار في الأيام المقبلة.

اقرأ أيضاً: زيارات الأسرى.. قشّة يتمسّك بها الغريق الفلسطيني

إهمال طبي متواصل بحق الأسرى المرضى

يعيش الأسرى المرضى داخل سجون الاحتلال ظروفاً صحية وحياتية قاسية وسط إهمال طبي متعمد، ولا توجد أي جهة غير سلطات الاحتلال تشرف على الحالات المرضية داخل السجون.

وفي هذا السياق، أوضح مدير مركز أحرار فؤاد الخفش لـ"العربي الجديد" أن "ظروفاً صعبة للغاية يعيشها عدد من الأسرى الفلسطينيين المرضى داخل سجون الاحتلال، وإن عدم وجود جهة مشرفة غير الإسرائيليين يطرح تساؤلاً بشأن تقديم العلاج المناسب للأسير المريض أم لا؟". وتستغرق فترة الموافقة على إجراء فحص أو صورة أشعة للأسير ثلاثة أشهر.

ولفت الخفش إلى أن نحو سبعة آلاف أسير فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال، لا يشرف على حالاتهم سوى طبيب عام واحد تابع لجمعية الصليب الأحمر، مشيراً إلى وجود 21 حالة مرضية في مستشفى سجن الرملة بحالة سيئة، إضافة إلى سبع حالات مصابة بالسرطان، أسوأها حالة الأسير بسام السايح.

ويرى الحقوقي الخفش أن ملف الأسرى المرضى من أهم القضايا العالقة، التي تستوجب ضغطاً شعبياً ورسمياً للمطالبة بالإفراج عنهم جميعاً، وتحويلهم إلى المشافي اللائقة لتقديم العلاج المناسب.

اقرأ أيضاً: إسرائيل تعتقل إدارياً 700 فلسطيني في سجونها

المساهمون