"اللشمانيا" يفاقم معاناة النازحين في ريف حلب... وضعف في الإمكانات الطبية

25 مايو 2020
برامج المكافحة والإمكانات العلاجية ضعيفة (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

يبدو أنّ كابوس الإصابة بمرض "اللشمانيا"، عاد إلى سكّان ريف حلب، في ظلّ تسجيل إصابات جديدة مع بدء ارتفاع درجات الحرارة، وانتشار ذبابة الرمل المسؤولة عن إصابة الناس، في حين تُعتبر برامج المكافحة والإمكانات العلاجية ضعيفة بشكل عام.

لا يعلم عبد الرحمن الشيخ، النازح المقيم في أحد مخيمات ريف حلب الشرقي، كيف يُبعد الحشرات عن أطفاله، ويقول لـ"العربي الجديد": "هذا العام هناك انتشار كبير للحشرات، وخاصة الناموس والذباب، ولا يوجد مكافحة عامة لها، والناس تعجز اليوم عن شراء الطعام، فكيف تستطيع شراء مبيدات الحشرات".

وتساعد البيئة التي يعيش بها النازحين على انتشار الحشرات وغيرها من القوارض، حيث تتجمّع القمامة بشكل مكشوف في أماكن قريبة من الخيام، في حين يعتمد الأهالي على الجوَر المكشوفة بديلاً عن الصرف الصحي، الأمر الذي يُعتبر بيئة مثالية لذبابة الرمل الناقلة لمرض اللشمانيا.

وأضاف الشيخ أنّه "يعجز عن شراء ناموسية ليحمي عائلته داخلها، كما أنّه لم يستطع تأمين شبك لوضعه على باب الخيمة". ولفت إلى أنّ "الخيمة في هذه الأيام تكون أشبه بالفرن، إذا تم إغلاق أبوابها، وقد ناشدنا المنظّمات لكن لم نحصل على أي مساعدة".

أما خالد حلوم، النازح من ريف إدلب الجنوبي إلى مدينة بنش، فقد أكّد إصابة ابنه الصغير، وليد، باللشمانيا، السنة ما قبل الماضية. وأوضح لـ"العربي الجديد" أنّه يعيش قلقاً دائماً، هذه السنة، من تكرار إصابة أحد أبنائه بها، خاصة مع الانتشار الكبير للحشرات وعدم وجود خدمات كافية للحدّ من انتشارها. وأضاف أنّ "كثرة الحشرات تجعلنا عاجزين عن اتخاذ أيّ إجراء وقائي لحماية أطفالنا".

من جانبه، يقول مدير "مديرية صحة حلب الحرة"، في ريف حلب الشمالي، عبد الباسط إبراهيم، لـ"العربي الجديد"، إنّ "معاناة الناس من اللشمانيا تتكرّر مع كل صيف، وبالرغم من الإجراءات الوقائية التي يتمّ اتخاذها، إلاّ أنها غير كافية أو قادرة على السيطرة على الوضع". ويضيف أنّ "المنطقة بحاجة إلى خطة متكاملة لرشّ المبيدات الحشرية، خاصة حالياً في ظلّ تدهور واقع الصحة العامة".


ولفت إلى أنّ "هناك نقصا في علاجات اللشمانيا، وبالرغم من ذلك، أطلقنا أخيراً، فريقا طبيا لمعالجة نحو 30 إصابة في منطقة مخيم كفرة بمنطقة صوران، في حين يوجد بالمخيم نحو 15 إصابة، تمت معالجتها في وقت سابق".

وليس الوضع أفضل حالاً في مناطق الريف الغربي لحلب، بحسب مسؤول الصحة الأولية بمديرية صحة حلب للريف الغربي، حسام العلي، الذي قال في حديث مع "العربي الجديد" إنّ: "اللشمانيا منتشرة بمنطقة ريف حلب الغربي بكثرة، خصوصاً في المناطق التي فيها تجمّعات كبيرة، بسبب عدم وجود أيّة حماية، وسوء الصرف الصحي في أغلب المخيمات يشكّل بيئة مناسبة لتكاثر ذبابة الرمل".

وأضاف: "هناك تواجد لبعض النقاط لمعالجة اللشمانيا، تشرف عليها إحدى المنظمات الإنسانية، وهي تزوّدها بالأدوية اللازمة. لكنها غير كافية، ويمكن أن يلحظ الزائر الازدحام بها".

ولفت إلى أنّهم يتلّقون الكثير من الشكاوى، خصوصاً من المخيمات حيث تتواجد إصابات باللشمانيا، في حين "لا يوزّع أحد أيّ وسائل حماية، مثل الناموسيات، كذلك لا رشّ للمبيدات". وذكر أنّ الريف الغربي، يسكنه نحو 300 ألف نسمة، كما يتواجد به نحو 50 مخيماً.

يُشار إلى أنّ الإنسان يصاب بمرض "اللشمانيا"، وهو مرض جلدي طفيلي، عبر لسعة "ذبابة الرمل"، ويُعرف المرض محلياً باسم "حبة حلب أو حبة السنة"، حيث يبدأ الجلد في مكان اللّسعة بالتقرّح، وهو يترك ندبة دائمة حتى بعد تلقي العلاج.

دلالات
المساهمون