أغرقت العاصفة "نورما" التي تضرب لبنان منذ أيام، العديد من مخيمات اللاجئين السوريين بمياه الأمطار، ودمرت الخيام وأتلفت المواد الغذائية، وزادت من بؤس سكان المخيمات الذين فرّ معظمهم من الحرب الدائرة في بلادهم.
وأكد مكتب مفوضية اللاجئين الأممية، أنه لم تسجل أي وفاة حتى الآن في المخيمات، وأنها اتخذت إجراءات عاجلة لمواجهة الأحوال الجوية السيئة عبر توزيع الأغطية والفرش وخيام جديدة.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية في لبنان، ليزا أبو خالد، إن "ما لا يقل عن 66 مخيما غير رسمي طاولتها الفيضانات، بينها 15 مخيما غمرتها المياه بشكل كامل أو جرفتها. المفوضية وشركاؤها يعتبرون أن نحو 50 ألف لاجىء يعيشون في نحو 850 مخيما غير رسمي مهددون بالفيضانات، ونحو 300 شخص نقلوا إلى أماكن أخرى في مخيمات تقع في الشمال والبقاع".
وأطلقت رئيسة جمعية سوا للتنمية، نوال مدللي، مبادرة لإنقاذ اللاجئين ونقلهم إلى مناطق آمنة بعد تداول صور تظهر خيام اللاجئين السوريين في منطقة عرسال مغطاة بالثلوج، وقالت مدللي لـ"العربي الجديد" "إن الجميع توقع غرق المخيمات منذ بدأت العاصفة، لكن لم تتخذ إجراءات استباقية. كان مفترضا توقع فيضان الأنهار المليئة بالنفايات. غرقت العديد من المخيمات في حوش الحريمي وجب جنين وبر إلياس والدلهمية، ولم ينم السكان في خيامهم التي امتلأت بالمياه، وفتحت مراكز لإيوائهم".
وفي سهل البقاع بشرق لبنان، ترافق البرد مع هطول الثلوج، وكان أبو شهيد الذي فر من الحسكة في سورية، قبل ثلاث سنوات، يقف مع عائلته وسط المياه التي غمرت مخيما غير رسمي في قرية بر إلياس، ووصف كيف غرقت خيمته بالكامل، وتضررت كل ممتلكات عائلته.
وقالت ناشطة إجتماعية في منطقة جب جنين، تدعى ازدهار، لـ"العربي الجديد"، إن "المخيمات غرقت من شدة الأمطار، ففتحت المدارس القريبة منها أبوابها لاستقبال اللاجئين الذين سيعودون إلى خيمهم لاحقا. الوضع حرج، ويسعى اللاجئون لإيجاد مأوى، فنسبة الأطفال بينهم 60 في المائة، وهم العنصر الأضعف وأكثر المتضررين. الناس هنا يوجهون نداء استغاثة للجميع لإخراجهم مما هم فيه".
ومن منطقة بر الياس، قالت هند الشامي، المتطوعة في الفريق الطبي الدولي والمقيمة في أحد مخيمات المنطقة، لـ"العربي الجديد"، إن المنطقة تضم تسع مخيمات للاجئين السوريين. "الوضع مأساوي، ونواجه صعوبة في التنقل، وعدد الخيام في كل مخيم حوالي 70 خيمة، وفي كل خيمة تسكن عائلة لا يقل عدد أفرادها عن خمسة. بعض العائلات تستخدم الحطب والمازوت في التدفئة، وبعضها الآخر يشعل الأحذية".
وتابعت الشامي: "المخيم 46 أخلي بالكامل، وعلمت بوجود عائلات لا تجد مكاناً للإقامة. تأتي إلى المخيم بعض السيارات، ويخرج منها أشخاص يلتقطون الصور ويغادرون من دون تقديم أية مساعدات. أنا وعائلتي ما زلنا في المخيم 47، وهناك احتمال أن تفيض مياه نهر الليطاني فتغرقنا، ونقوم بنوبات حراسة خشية أن تغرق الخيمة، كما نعاني من نقص مياه الشرب بعد أن اختلطت مياه الأمطار بمياه البئر التي كنا نستخدمها".