أحمد شاب فلسطيني يحلم بالعمل في اختصاصه

30 اغسطس 2017
يفكر في دراسة الرياضيات (العربي الجديد)
+ الخط -
ما زالت أزمة العمل لدى اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، تحتلّ حيزاً كبيراً من حياتهم. فهم لا يستطيعون الحصول على عمل، حتى بعد تخرجهم من الجامعات. أحمد خليل شاب في الرابعة والعشرين من عمره، لطالما أراد تعلّم الرسم، إلا أنه لم يتمكن من ذلك بسبب ضعف قدراته المادية. يقول لـ "العربي الجديد" إنه يتحدّر من دير البلح في غزة، إلا أنه لاجئ في مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا (جنوب لبنان). إضافة إلى الرسم، تمنى لو يستطيع الحصول على إجازة جامعية في الهندسة. لكن بسبب ظروفه المادية، التحق بمعهد "سبلين" الذي أنشأته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ودرس الهندسة المعمارية.

بعد تخرّجه، لم يجد عملاً. يقول إنّه اختار تعلّم الهندسة بسبب حبه للرسم والفنون بشكل عام. لطالما حلم بأن يصير رساماً معروفاً. لكن بعد عجزه عن إيجاد عمل، بات يشعر أن المستقبل سُدّ في وجهه. يضيف: "دمّرت، ولم أعد أفكّر إّلا في تأمين نفسي ماديّاً، والبحث عن أية عمل، وإن كان بعيداً عن مجال تخصصي". في وقت لاحق، وجد عملاً في مشروع حول إعداد إحصائيات عن اللاجئين، علماً أن مدة هذا العمل هي عشرة أيام فقط. وعن كل بيت يتوجه إليه، يتقاضى أربعة دولارات. "بعد الانتهاء من هذا المشروع، سأعاود البحث عن فرصة عمل أخرى، علّني أجد ما يناسبني". يضيف أن الشباب "صاروا يسعون فقط إلى تأمين المال، ولم يعودوا يفكرون في العمل في مجال تخصّصهم".

يتابع خليل: "بعد تخرجي، بدأت رحلة البحث عن عمل، وتقدمت بطلبات إلى ثلاثة مكاتب. صحيح أنني قبلت، لكن الراتب كان متدنياً. وافقت على العمل براتب مائة دولار أميركي في الشهر، ثم مائتين وخمسين دولاراً، ثم ثلاثمائة وخمسين دولاراً. كان ذلك لفترات قليلة. إلا أن هذه الرواتب الثلاثة لم تكن تكفيني كبدل للتنقل من مكان إلى آخر، خصوصاً أنني كنت أذهب إلى أماكن بعيدة".

ويُلاحظ أن المكاتب الهندسية غالباً ما تفضّل الاستعانة بفتيات، لأنهن يرضين براتب أقل من الشبان. بالنسبة إليه، الفتاة ليست مضطرة إلى العمل لتأمين مستقبلها، على عكس الشاب الذي تقع عليه مسؤوليات كبيرة. من جهة أخرى، فإن الفلسطيني في لبنان لا يحق له فتح مكتب هندسة خاص به. وبعدما ضاقت به السبل، بدأ يدرّس مادة الرياضيات في البيت للتلاميذ.

وعن أحلامه في الوقت الحالي، يلفت إلى التمثيل، قبل أن يضيف: "مجتمعنا يحبطنا، ويرفض هذا النوع من الفن، إذ لا يولي أية أهمية للفنون. كذلك، ما زال يحب الرسم. لكنّ هذه الهوايات في حاجة إلى ممارسة. وبسبب الأوضاع الاقتصادية التي نعيشها، لا أستطيع ممارسة أي من هواياتي التي أحب".

يضيف: "رغم أوضاعنا المادية الصعبة في المخيم، إلا أن حياتنا كانت أفضل. لكن بعد الأحداث الأمنية الأخيرة التي عصفت بالمخيم، اضطررنا إلى الانتقال إلى منطقة سيروب المحيطة، علماً أنّه ليس في استطاعتنا استئجار منزل، عدا عن كون الحياة خارج المخيم مرهقة جداً من الناحية المادية. يتوجب علينا تأمين فواتير الكهرباء والمياه، عدا عن بدل إيجار المنزل. أما في المخيم، فلم نكن نتحمل هذه المصاريف". يضيف: "في هذه الأثناء، نعيد بناء ما تهدم من بيتنا، وعلى نفقتنا الخاصة. فحتى اللحظة لم يعوض علينا أحد، بحجة أن الأوضاع الأمنية لم تستقر بعد".

أما عن حياته، فيقول: "أفكر في دراسة مادة الرياضيات في إحدى الجامعات التي حصلت على حسم فيها بنسبة 50 في المائة. ربما أسافر إلى قبرص في حال استطعت الحصول على منحة حتى أتعلم هناك، علّني أجد فرصة أفضل. وفي حال لم أتمكن من إيجاد فرصة عمل، فسأستمر في الدروس الخصوصية".
المساهمون