البرلمان المغربي يناقش "الأمن الروحي" للمواطنين

10 يونيو 2015
إحدى جلسات البرلمان المغربي
+ الخط -



شهد مجلس النواب المغربي، أمس الثلاثاء، نقاشاً حامياً بخصوص ما سماه ممثلو الأمة "الأمن الروحي" للمواطنين المغاربة، عقب توالي العديد من الوقائع ذات الأبعاد الأخلاقية والسلوكية للمجتمع، والتي قابلها العديد من المغاربة بالرفض والاحتجاج.

وانطلق مسلسل تلك الوقائع التي أثارت الجدل بالمغرب، في ظرفٍ زمني وجيز، بمشاهد ساخنة من فيلم تناول ظاهرة الدعارة في البلاد، انتهى بمنع الحكومة عرضه داخل البلاد، ومروراً بحفل مثير للمغنية جنيفير لوبيز، وانتهاء بناشطتين من حركة "فيمن" تبادلتا القبل أمام مسجد تاريخي بالرباط.

واعتبر عبد الصمد حيكر، البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، الذي يقود الحكومة المغربية، بأن "الأمن الروحي للمغاربة ليس ملفاً يختص به حزب دون آخر، فهو قضية يتعين أن تحظى بإجماع الأغلبية والمعارضة على السواء، لأن الأمر يتعلق بجزء من شخصية المغاربة وهويتهم".

وشدد القيادي في الحزب الحاكم، ضمن مداخلته في مجلس النواب، على "ضرورة صون الاستقرار وحماية الأمن الروحي في البلاد، والذي لا يقل أهمية عن الأمن الاجتماعي"، يقول البرلماني الذي تطرق إلى فيلم "الزين اللي فيك"، واصفاً إياه "إنه لا يمت إلى الإبداع بأية صلة".


من جهته، قال وزير الاتصال، والناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، خلال الجلسة ذاتها، إن "الإبداع الفني شيء، والمس بأخلاق المغاربة شيء آخر، لأنه أمر غير مقبول"، مبرزاً أنّه "في عهد الحكومة الحالية لم يتم منع أي عمل فني، كما أنه لا توجد رقابة أو تراجع في حرية التعبير".

وبحسب الوزير فإنّ منع الفيلم الذي أخرجه، نبيل عيوش، جاء استجابة لما نصّ عليه الدستور المغربي، بخصوص حرية التعبير دون المساس بالأخلاق العامة، قبل أن يستدل بحالة فرنسا التي منعت فيلماً سينمائياً بالاستناد إلى القانون، وأيضاً بريطانيا التي سبق أن حظرت فيلم "جريمة كراهية".

وأبدى المسؤول الحكومي ذاته رفضه المساس بقيم وهوية المغاربة في الإعلام الوطني أو الأعمال السينمائية، لافتاً إلى أن "الفيلم تم منعه من منطلق سيادي محض، باعتبار الآثار السيئة للشريط تنعكس على سمعة وصورة المغرب، حيث أظهره كأنه بلد يقوم على الترويج للسياحة الجنسية".

من ناحيته، أكد البرلماني، عبدالله بوانو، أنّ "النقاش في مثل هذه القضايا التي تخص قيم وهوية المجتمع أمر حيوي"، مطالباً بفتح تحقيق في الأحداث التي شهدها المغرب، في إشارة إلى فيلم "الزين اللي فيك"، واحتجاج ناشطتين في حركة "فيمن"، فضلاً عن حفل المغنية الأميركية التي ظهرت بلباس جريء.

اقرأ أيضاً: 3 سنوات على حكومة الشباب الموازية في المغرب

المساهمون