أهالي الرقة ودير الزور يفتحون منازلهم للنازحين من مناطق الهجوم التركي

11 أكتوبر 2019
حركة النزوح متواصلة (Getty)
+ الخط -
تتواصل حركة نزوح الأهالي من المناطق الحدودية مع تركيا في شمال سورية وشرقها، نتيجة العمليات العسكرية الجارية هناك، لكن من غير الواضح حتى الوقت الحالي العدد الدقيق للنازحين.

وفي آخر تقييم لها، قدّرت المنظمة الدولية للإنقاذ العدد الحالي للنازحين بأكثر من 60 ألفاً، مع توقعات بأن يرتفع العدد ليصل إلى نحو 300 ألف، في حال امتداد العمليات العسكرية البرية على طول الشريط الحدودي بين سورية وتركيا في منطقة شرقيّ الفرات.

من جهته، رأى الناشط الإعلامي صهيب اليعربي في تصريح لـ"العربي الجديد" أن هناك تهويلاً بأعداد النازحين، خاصة مع الحديث عن وصول أعدادهم إلى نحو 100 ألف. وقال: عدد النازحين في منطقة تل أبيض وصل إلى نحو 30 ألفاً، أما في رأس العين، فهو نحو 15 ألفاً، مشيراً إلى أن أهالي البلدات لم ينزحوا منها، والنزوح فقط من داخل مدينة رأس العين. ولفت إلى أن ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي "PYD" تحاول منع الأهالي من مغادرة المدن، وبدأت بعمليات تجنيد إجباري، وجندت حتى رجالاً من مواليد عام 1975.

وحول حركة النازحين من مدينتي تل أبيض ورأس العين، قال اليعربي إنّ النازحين يقصدون البلدات المحيطة بالمدن، ولم يتوجهوا إلى مناطق سيطرة ميليشيا قوات سورية الديمقراطية "قسد"، وفي المقابل نقلت "قسد" جزءاً من النازحين في مخيم المبروكة إلى مخيم السد بالقرب من بلدة الشدادي جنوبي الحسكة.

وتحدث اليعربي عن حالة احتقان لدى الأهالي إزاء عناصر ميليشيا الاتحاد الديمقراطي "PYD" الذين صادروا منازل المدنيين، وحولوها إلى مقرات تابعة لهم، وكذلك هو الحال في منطقة تل أبيض، فقد وضعت الميليشيا المدنيين أمام خيارين، إما بقاء العوائل في منازلهم، أو الخروج وتسليمها لعناصر الميليشيا دون أخذ أي شيء من الممتلكات منها، ولجأ بعض الأهالي إلى مغادرة منازلهم وترك فرد من العائلة فيه لحمايته.

وذكر اليعربي أنه في منطقة رأس العين أقدم عناصر الميليشيا على قتل عبد الخلف الحبنوشي الذي رفض تسليم منزله لهم، إذ أخرج عائلته وحاول تحرير ممتلكاته من المنزل، ليقوم عناصر الميليشيا بتصفيته ميدانياً على الفور.

ورأى الناشط الإعلامي وسام العربي، أن سبب النزوح هو القصف على مواقع مليشيا "قسد"، التي يعمد عناصرها إلى التجول بين المدنيين. أما بالنسبة إلى الأهالي في البلدات التي دخلها مقاتلو الجيش الوطني، فما زال جزء كبير منهم في بلداتهم، وبحالة من الارتياح، لكونهم في الحقيقة أدركوا أنهم تخلصوا من قبضة مليشيا "قسد" الأمنية، حسب تعبيره.

ولفت العربي إلى أن هناك حالة من التكافل بين أهالي مناطق دير الزور والرقة، إذ فتح بعض الأهالي منازلهم أمام النازحين، وجرى تناقل هذه الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، وجاء فيها: "أهلنا في مناطق تل أبيض ورأس العين، كرداً، عرباً، وسرياناً، وشركساً، بيوتنا في عموم الشرقية مفتوحة لكم وأهلاً وسهلاً بكم معززين مكرمين، ولا عزاء للمتصيدين في الماء العكر".

ومن الواضح أن حركة النزوح متركزة فقط في منطقتي رأس العين وتل أبيض بريف الرقة الشمالي، أما باقي المناطق فلم تسجل فيها موجات نزوح، وهذا ما أوضحه المكتب الإعلامي لاتحاد شباب الحسكة لـ"العربي الجديد"، قائلاً: "بالنسبة إلى مدينة الحسكة لا يوجد مخاوف لدى الأهالي أو حركة نزوح. وبالنسبة إلى النازحين من الرقة، لم تسمح مليشيا "PYD" لهم بالدخول باتجاه محافظة الحسكة، إلا لبعض عوائل المقاتلين منهم، حيث نزح بعض أهالي رأس العين باتجاه الحسكة والقامشلي".

ويقول الناشط فراس ممدوح الفهد لـ"العربي الجديد"، إن أهالي الرقة عملوا على استقبال النازحين وتقديم ما بمقدورهم من خدمات لهم، مشيراً إلى أن الجهات المدنية المسؤولة لم تقدم أي شيء للنازحين حتى الآن.

وكانت تركيا قد أشارت إلى أنها تلتزم القوانين الدولية، وتتخذ إجراءات لمنع سقوط ضحايا من المدنيين خلال العملية العسكرية الحالية.

المساهمون