زيجات السعوديين من مجهولات ترتفع...والداخلية تحذّر

06 اغسطس 2015
تقييد زواج السعوديات من أجانب (العربي الجديد)
+ الخط -
حذرت وزارة الداخلية السعودية مواطنيها من الزواج من سيدات مجهولات الهوية، مؤكدةً أنه سيتم معاقبة مَن يقدم على الزواج من أجنبية من دون إذن مسبق، بوصفه تعامل مع مجهولي الهوية.


وشددت الوزارة على أنها لاحظت قيام بعض كبار السن من سكان قرى المناطق الحدودية الجنوبية، بالزواج من مجهولات الهوية بطرق غير نظامية، بعد أن تقدم غالبيتهم، خلال فترة تصحيح أوضاع الأشقاء اليمنيين، بطلبات للجهات المختصة لتصحيح أوضاع زوجاتهم مجهولات الهوية، وهو ما يخالف الأنظمة ويضع مرتكبها تحت طائلة القانون.

ولا توجد أراقم دقيقة عن السعوديين المتزوجين من الخارج، كون غالبية هذه الزيجات تبقى غير معلنة، لصعوبة الحصول على إذن بالزواج من غير سعودية. وسجلت المحاكم السعودية، في العام الماضي، نحو 2435 عقد نكاح مقابل 1922 تم تسجيلها العام الماضي. وحلت منطقة مكة المكرمة، الأولى في القائمة بـ865 عقداً، تلتها المدينة المنورة بـ359 عقداً بزيادة 56 عقداً، ثم الطائف بـ151عقداً بزيادة 54 عقداً، وجاءت محكمة الدمام في المركز الرابع بـ141عقداً بنقص 57 عقداً.

غير أن مختصون أكدوا أن الأرقام أكبر من ذلك بكثير. وكشفت إحصائية غير رسمية أن  أكثر من 7000 سعودي تزوجوا من غير السعوديات، في العام الماضي، لكن غالبيتهم لم يسجلوا زيجاتهم في السفارة، لأن الزواج من غير سعودية من دون إذن مسبق جريمة توقع صاحبها تحت طائلة القانون.


 أرقام أكبر

وكشف التقرير الذي أعده باحثون اجتماعيون أن نحو 7100 سعودي تزوجوا من أجنبيات في عام 2013، كان 5200 منهم من منطقة مكة المكرمة التي يكثر فيها غير السعوديين بحكم طبيعتها الدينية، ويستحوذ زواج اليمنيين من السعوديات، والسعوديين من اليمنيات، على النسبة الأعلى بين الجنسيات الأخرى.

كما كشفت دراسة لجمعية (أواصر) لرعاية الأسر السعودية في الخارج، أن نحو 9 آلاف أجنبية حصلن على الجنسية السعودية، خلال الأعوام الخمسة الماضية، لزواجهن من سعوديين، مشيرة إلى أن أسباب الزواج من أجنبية تتمثل في انخفاض تكاليف الزواج أو الاستسلام لنزوة عابرة.


وحذرت الدراسة من العواقب الوخيمة المترتبة على الزواج من أجنبية، والتي تزيد احتمالات فشله، منها الإجراءات النظامية التي يتطلبها هذا النوع من الزواج، ويعاقب مخالفها، وتصل العقوبة إلى إبعاد الزوجة من البلاد أو منعها من الدخول، ما يعرض الأبناء للضياع، سواء ظلوا مع الأب أو مع الأم.

من جانبها، أكدت عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، الدكتورة سهيلة زين العابدين، أنه من حق المرأة السعودية والرجل السعودي الزواج من الخارج، لأنه لا يوجد ما يمنع ذلك شرعاً، كاشفة أن "هناك قضايا تقدمت بها سعوديات لاستخراج جنسيات سعودية لأولادهن وفق نظام الجنسيات القديم 2006، وقُبلت الطلبات بشرط التنازل عن جنسية الوالد، وبعد التنازل حفظت القضايا وجمدت إلى حين صدور التعديلات الجديدة، وبعد صدورها رفضت الطلبات واشترط توفر نقاط لا تتوفر في كثيرين، ما أبقاهم بلا جنسية".

وتقول لـ"العربي الجديد": "كيف لا يحق لأولاد السعودية المتزوجة من أجنبي أن يصبحوا سعوديين بالتجنس، مثلما يحصل عليها أولاد السعوديين المتزوجين من أجنبيات، فليس في هذا مساواة بين الرجل والمرأة، ولماذا الاشتراط، أن يكون جد الأم لأبيها سعودياً؟". وتتابع "استغرب مفهوم الجنسية وتقييد الزواج وفق هذا المفهوم، ومحاولة وضع المعوقات والاشتراطات على أساس اختلاف الجنسية".

وتمنع السعودية زواج مواطنيها من دول أخرى إلا وفق شروط محددة وصعبة، أهمها أن يقل عمر مقدم الطلب عن ثلاثين عاماً، وألا يكون متزوجاً من قبل إلا إذا كان مطلقاً أو زوجته متوفاة أو بها عاهة أو مرض يحول دون المعاشرة الزوجية، ويثبت ذلك بتقرير طبي. وإذا كانت المخطوبة تقيم داخل المملكة فعلى الخاطب إحضار صورة من إقامتها على أن تكون سارية المفعول، وإذا كانت تربطه بالمخطوبة صلة قرابة فعليه إحضار ما يثبت تلك العلاقة الأسرية. بينما يُشترط لزواج السعودية من أجنبي ألّا يقل عمرها عن 25 عاماً، وإذا كانت المخطوبة مطلقة فعليها إرفاق صورة من صك طلاقها، وصورة مصدقة من إقامة طالب الزواج الأجنبي سارية المفعول وإثبات عمله من الجهة التي يعمل على كفالتها.

ويحاول كثيرون تجاوز هذه الشروط بعدم توثيق الزواج في السفارة أو المحكمة.

اقرأ أيضاً:تراجع معدلات زواج السعوديين من الأجانب

المساهمون