أطلق 800 مهاجر تونسي نداء استغاثة بسبب ما وصفوه بالظروف اللإنسانية التي يعيشونها بعدما تم احتجازهم في مركز مليلية أثناء محاولتهم العبور برّا في هجرة غير نظامية إلى إسبانيا انطلاقا من المغرب.
وأكد المهاجرون أن بينهم نساء وأطفال، وهم محتجزون في مخيمات بلاستيكية تفتقر لأدنى مقومات العيش الكريم، إلى جانب نقص الطعام والاكتظاظ الكبير. وأوضحوا أن عملية احتجازهم تعتبر انتهاكاً للمواثيق الدولية التي تسمح بحرية التنقل، وهي نتيجة سياسات هجرة غير إنسانية وغير منصفة تعطي الأولوية للمقاربة الأمنية على حساب الحقوق الكونية.
وأوضحوا في بيان نشره المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، مساء أمس، أنهم من شباب تونس، وبينهم من يحمل شهادات جامعية ومؤهلات في التكوين، وأحلامهم دفعتهم إلى البحث عن تجارب أخرى فاضطروا لركوب الخطر والهجرة نحو الضفة الشمالية برّا عبر مليلية نتيجة سياسات الهجرة الأوروبية التي تغلق الحدود أمام أحلامهم وطموحاتهم، مؤكدين أنّهم يعيشون في ظروف قاسية، ورغم الاحتجاج، إلا أنه لا مجيب، وقد وجهوا نداء استغاثة ليتمكنوا من التنقل بحرية.
وقال المكلف بالإعلام في المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر، لـ"العربي الجديد"، إنهم تلقوا نداء استغاثة أطلقه مهاجرون تونسيون عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مبينا أنهم يتابعون منذ فترة التحولات في الهجرة غير النظامية، حيث إن البعض وخوفاً من مخاطر البحر والترحيل في إيطاليا أصبحوا يهاجرون برّا عبر المغرب للوصول إلى إسبانيا.
وتابع "اللافت للانتباه أنّ أعداد هؤلاء المهاجرين في تزايد مستمر وخاصة خلال العام 2019، وبحسب تصريحاتهم، فإن عددهم يقدر حاليا بـ800 مهاجر"، مشيرا إلى أن بينهم نساء وأطفال، وهناك من مضى على وجوده هناك 5 أشهر وهم يتحدرون من العديد من المحافظات التونسية، ومن بينهم حاملو شهادات عليا وعاطلون من العمل، مؤكدا أنه بسبب تجاوز الطاقة الاستيعابية بمركز مليلية المخصص لإيواء المهاجرين غير النظاميين، فقد تم وضع مخيمات عرضة للعوامل المناخية، إلى جانب الظروف الصعبة نتيجة الاكتظاظ، كما أن نوعية الطعام رديئة، وبالتالي يطالب هؤلاء المهاجرون بمنحهم فرصة للمرور إلى أوروبا.
ولفت إلى أن أغلب هؤلاء المهاجرين لا يرغبون في العودة إلى تونس بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، مضيفا أن كثيرون حاولوا الحصول على تأشيرات قانونية، ولكن للأسف كانت جميع الأبواب مغلقة أمامهم، فقرروا الهجرة برا عبر المغرب للوصول إلى إسبانيا، وهم يطالبون بالتعامل معهم بطريقة إنسانية واستثنائية نظرا للظرف الاقتصادي الذي تمر به تونس.