من بين القضايا الاجتماعية المهمة في أفغانستان، قضايا الطلاق وزيادتها بشكل غير مسبوق، لأسباب مختلفة اجتماعية ونفسية ومعيشية. الأرقام الجديدة للطلاق مثيرة للقلق خصوصاً في ظلّ الفقر، فالمطلقات تضيع حقوقهن ويجبرن على الأعمال الوضيعة في الأسواق والمنازل، والتسول في نهاية المطاف. ولا تجد المطلقة فرصة جديدة للزواج عادة في ظلّ الأعراف والتقاليد التي تحكم المجتمع الأفغاني. أما الفقر فيمنع الآباء من إعالة النساء وأولادهن بعد التفريق والطلاق، وبالتالي، يعيش هؤلاء في حالة مزرية.
أسباب الطلاق كثيرة، لكنّ أحد أسبابها مما يتعاظم أخيراً، هو المتعلق بولادة الإناث، فالزوج يطلّق زوجته بعد وضعها أكثر من بنت، في مجتمع يأمل فيه الآباء بأبناء ذكور يشقون طريقهم في ظلّ نمط الحياة الذكوري القبلي. أما ولادة البنات فذنب لا يغتفر للمرأة، يؤدي إلى تعنيفها ثم تطليقها.
اقــرأ أيضاً
برزت القضية أخيراً بعد طلاق امرأة وضعت ابنتها الثالثة من دون أيّ ابن ذكر. زوجها في حاجة إلى ابن ذكر بسبب صراعه مع أبناء عمه وتنافسه مع أشقائه. وكانت وسيمة (22 عاماً) من إقليم دايكندي (شمال) قد تزوجت قبل عدة سنوات بشاب من قريتها يحبها وتحبه. تركت الدراسة لأجل الزواج عندما كانت في السابعة عشرة. دامت سعادة وسيمة مع زوجها عاماً واحداً، لكنّ الأمور بدأت تتغير رويداً رويداً بعد وضعها أول بنت. حينها غضبت الأسرة كلّها مع زوجها، إذ كانوا ينتظرون الابن. تقول وسيمة لـ"العربي الجديد": "عندما وضعت ابنتي كنت في حالة من الفرح والسرور، لكنّ زوجي وأهله غضبوا غضباً شديداً وبدأوا يكرهونني. استطعت لاحقاً أن أقنعهم أنّنا ما زلنا في مقتبل أعمارنا وسننجب الأولاد الذكور في المستقبل".
بعد عام ونصف العام، حبلت مجدداً، وبدأت الأسرة كلّها تحتفل بالمناسبة، كأنّها بشّرت بمجيء ذكر، لكنّ وسيمة كانت تخاف أن يكون الجنين مرة أخرى بنتاً وبالتالي ستواجه مشاكل أكثر. مضت الأيام والأشهر، وفي كلّ مرة كان الزوج يتحدث عن الولد من دون أن يدري ما في بطن زوجته. تقول وسيمة: "عندما بدأ المخاض، رافقني زوجي وأمه في الطريق إلى المستشفى، وقالا لي إنّي إذا وضعت بنتاً فسأذهب إلى منزل أبي فوراً. ساءت حالتي النفسية في المستشفى وتأخر المخاض حتى قرر الأطباء إجراء عملية قيصرية لي لأنّ الولادة الطبيعية بدت مستحيلة". تضيف: "عندما استيقظت وجدت طفلتي إلى جانبي بينما اختفى زوجي وأهله. مكثت وحدي أبكي فحسب. وفي المساء، جاءت أم زوجي وطلبت مني أن نذهب إلى المنزل. ذهبنا في تلك الليلة، فأمرني زوجي أن أذهب إلى منزل أبي، وكان أهله يصرون على ذلك. رجوته كثيراً حتى أقنعته بالبقاء في المنزل، لكنّه اشترط أن ألد بعد ذلك ذكراً".
بدأت وسيمة تكره الحمل والحياة الزوجية تماماً، لكنّ أسرة الزوج، والزوج نفسه، كانوا يصرون على الحمل كي يكون في منزله ولد ذكر. حدث الحمل للمرة الثالثة، وكانت بنتاً مجدداً. عندما عادت وسيمة إلى المنزل، هذه المرة، وجدت زوجة ثانية لزوجها، فوافقت أن تبقى في المنزل مع ذلك، لكنّ زوجها طلّقها وطلب منها الخروج. ذهبت إلى منزل أبيها الذي كان يحترمها كثيراً في البداية. لكنّه بعد أيام، غيّر أسلوب تعامله معها، وقال إنّه عاجز عن توفير ما تحتاج إليه هي وبناتها الثلاث. فلم يبقَ أمام وسيمة من خيار سوى العمل في إحدى المدارس الابتدائية لكسب لقمة العيش وتوفير ما تحتاجه بناتها.
ليست وسيمة حالة فريدة، بل واحدة من حالات كثيرة تواجه فيها كثيرات خطر الطلاق، أو التعنيف، أو زواج الزوج من زوجة ثانية، في حال عدم وضعهن الذكور، مع العلم أنّ الطلاق من أسوأ الحالات التي تواجه المرأة في أفغانستان، نظراً لعدم تقديم المجتمع والدولة أيّ حماية للمطلقات.
اقــرأ أيضاً
تقول الناشطة الأفغانية، صفية، لـ"العربي الجديد" إنّ المجتمع الأفغاني ذكوري، يطبق الرجال فيه ما يريدون، وإن خالفوا الشرع الإسلامي والعقل. وتطلب الناشطة من علماء الدين والمفكرين وأهل العلم أن يلعبوا دورهم في هذا الخصوص، لأنّ "زيادة الطلاق بسبب ولادة البنات وصمة عار على جبين المجتمع بأسره".
أسباب الطلاق كثيرة، لكنّ أحد أسبابها مما يتعاظم أخيراً، هو المتعلق بولادة الإناث، فالزوج يطلّق زوجته بعد وضعها أكثر من بنت، في مجتمع يأمل فيه الآباء بأبناء ذكور يشقون طريقهم في ظلّ نمط الحياة الذكوري القبلي. أما ولادة البنات فذنب لا يغتفر للمرأة، يؤدي إلى تعنيفها ثم تطليقها.
برزت القضية أخيراً بعد طلاق امرأة وضعت ابنتها الثالثة من دون أيّ ابن ذكر. زوجها في حاجة إلى ابن ذكر بسبب صراعه مع أبناء عمه وتنافسه مع أشقائه. وكانت وسيمة (22 عاماً) من إقليم دايكندي (شمال) قد تزوجت قبل عدة سنوات بشاب من قريتها يحبها وتحبه. تركت الدراسة لأجل الزواج عندما كانت في السابعة عشرة. دامت سعادة وسيمة مع زوجها عاماً واحداً، لكنّ الأمور بدأت تتغير رويداً رويداً بعد وضعها أول بنت. حينها غضبت الأسرة كلّها مع زوجها، إذ كانوا ينتظرون الابن. تقول وسيمة لـ"العربي الجديد": "عندما وضعت ابنتي كنت في حالة من الفرح والسرور، لكنّ زوجي وأهله غضبوا غضباً شديداً وبدأوا يكرهونني. استطعت لاحقاً أن أقنعهم أنّنا ما زلنا في مقتبل أعمارنا وسننجب الأولاد الذكور في المستقبل".
بعد عام ونصف العام، حبلت مجدداً، وبدأت الأسرة كلّها تحتفل بالمناسبة، كأنّها بشّرت بمجيء ذكر، لكنّ وسيمة كانت تخاف أن يكون الجنين مرة أخرى بنتاً وبالتالي ستواجه مشاكل أكثر. مضت الأيام والأشهر، وفي كلّ مرة كان الزوج يتحدث عن الولد من دون أن يدري ما في بطن زوجته. تقول وسيمة: "عندما بدأ المخاض، رافقني زوجي وأمه في الطريق إلى المستشفى، وقالا لي إنّي إذا وضعت بنتاً فسأذهب إلى منزل أبي فوراً. ساءت حالتي النفسية في المستشفى وتأخر المخاض حتى قرر الأطباء إجراء عملية قيصرية لي لأنّ الولادة الطبيعية بدت مستحيلة". تضيف: "عندما استيقظت وجدت طفلتي إلى جانبي بينما اختفى زوجي وأهله. مكثت وحدي أبكي فحسب. وفي المساء، جاءت أم زوجي وطلبت مني أن نذهب إلى المنزل. ذهبنا في تلك الليلة، فأمرني زوجي أن أذهب إلى منزل أبي، وكان أهله يصرون على ذلك. رجوته كثيراً حتى أقنعته بالبقاء في المنزل، لكنّه اشترط أن ألد بعد ذلك ذكراً".
بدأت وسيمة تكره الحمل والحياة الزوجية تماماً، لكنّ أسرة الزوج، والزوج نفسه، كانوا يصرون على الحمل كي يكون في منزله ولد ذكر. حدث الحمل للمرة الثالثة، وكانت بنتاً مجدداً. عندما عادت وسيمة إلى المنزل، هذه المرة، وجدت زوجة ثانية لزوجها، فوافقت أن تبقى في المنزل مع ذلك، لكنّ زوجها طلّقها وطلب منها الخروج. ذهبت إلى منزل أبيها الذي كان يحترمها كثيراً في البداية. لكنّه بعد أيام، غيّر أسلوب تعامله معها، وقال إنّه عاجز عن توفير ما تحتاج إليه هي وبناتها الثلاث. فلم يبقَ أمام وسيمة من خيار سوى العمل في إحدى المدارس الابتدائية لكسب لقمة العيش وتوفير ما تحتاجه بناتها.
ليست وسيمة حالة فريدة، بل واحدة من حالات كثيرة تواجه فيها كثيرات خطر الطلاق، أو التعنيف، أو زواج الزوج من زوجة ثانية، في حال عدم وضعهن الذكور، مع العلم أنّ الطلاق من أسوأ الحالات التي تواجه المرأة في أفغانستان، نظراً لعدم تقديم المجتمع والدولة أيّ حماية للمطلقات.
تقول الناشطة الأفغانية، صفية، لـ"العربي الجديد" إنّ المجتمع الأفغاني ذكوري، يطبق الرجال فيه ما يريدون، وإن خالفوا الشرع الإسلامي والعقل. وتطلب الناشطة من علماء الدين والمفكرين وأهل العلم أن يلعبوا دورهم في هذا الخصوص، لأنّ "زيادة الطلاق بسبب ولادة البنات وصمة عار على جبين المجتمع بأسره".