خفض معدل النجاح بـ"البكالوريا".. جدل تونسي

09 يناير 2015
امتحانات البكالوريا في تونس (GETTY)
+ الخط -


جرى في تونس تداول قرار إلغاء نسبة الـ25 في البكالوريا أكثر من مرة، وتواترت أخبار تؤكد صحة القرار وأخرى تنفيه. ولقي القرار ردود أفعال متباينة بين قبول أكاديميين وجامعيين بالأمر ورفض التلاميذ والأهالي.

لكنّ وزير التعليم العالي توفيق الجلاصي، أعلن نهائيا أنّه سيتم من بداية العام 2015 إلغاء احتساب نسبة 25 في المائة كليا. وقد علّل الوزير هذا القرار بضرورة تحسين جودة التعليم والترفيع في المستوى التعليمي للطلبة الجدد.

ونسبة الـ25 في المائة هي نقاط تضاف إلى معدل النجاح في شهادة البكالوريا، تمكن العديد من التلاميذ ممن لم يتحصلوا على نتائج عالية في الامتحانات من تدارك الأمر والنجاح. حيث صرّح الوزير الجلاصي بأنّ 40 في المائة من التلاميذ الناجحين في البكالوريا، نجحوا بفضل هذه النسبة التي تقررت منذ ما يقارب العشر سنوات من طرف مسؤولي النظام السابق.

وقد ثمن هذا القرار العديد من الأكاديميين والأساتذة الجامعيين الذين اعتبروه تصحيحاً لبعض أخطاء المنظومة التعليمية في تونس. إذ يشير الأستاذ كريم فاضل (أستاذ تاريخ) لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "تلاميذ البكالوريا عادة ما يعتمد أغلبهم على هذه النسبة للنجاح والانتقال إلى مقاعد الجامعة بمستوى ضعيف. الأمر الذي ساهم في ارتفاع عدد الناجحين في البكالوريا مقابل تردي المستوى التعليمي والكفاءة لدى الطلبة".


من جهته، رحب رجب رحيمي (أستاذ لغة) بهذا القرار، الذي رأى فيه حلا "لتعويل التلميذ على قدراته والعمل أكثر على تحسين مستواه وتحصيل نتائج مشرّفة دون انتظار الدعم"، مشيراً إلى "أنّ المنظومة القديمة التي اعتمدت على نسبة 25 في المائة ساعدت الكثيرين على النجاح والوصول إلى مقاعد الجامعة بمستوى متدنٍ، أثّر بشكل كبير على الطلبة الذين يجدون صعوبة بالأساس في تجاوز المرحلة الأولى"، على حدّ تعبيره.


لكن لقي القرار في المقابل رفض الأولياء والتلاميذ، والذي ترجم في أول تحرّك نفذه العشرات من تلاميذ البكالوريا وسط العاصمة تونس، حيث تعالت أصوات المتظاهرين للتعبير عن رفضهم إلغاء احتساب نسبة 25 في المائة في نتائج البكالوريا. مهددين بالتصعيد والدخول في إضراب إن تمّ تهميش مطالبهم.

التلميذ محمد بن كريم يقول "إنّ إلغاء احتساب نسبة 25 في المائة هو عبارة عن الحكم بالفشل على الآلاف من التلاميذ"، مؤكداً تمسك أغلب التلاميذ بالإبقاء على هذا الإجراء لمساعدتهم على النجاح.

في المقابل، يقول هشام طريفي (ولي أحد التلاميذ) إنّ الوزارة تسرّعت في اتخاذ القرار، وإنّه كان الأجدر بها على الأقل تقليص النسبة من 25 إلى 20 أو إلى 15 لا إلغاءها تماماً، مشيرا إلى أنّ التلميذ يحتاج إلى الدعم والمساندة، ولا سيما أنّ الامتحان السنوي عادة ما يكون أصعب من الامتحانات العادية وسط السنة.

دلالات
المساهمون