مليشيات عراقية تقتحم نوادي ليلية في بغداد وتبتزّ أصحابها

09 نوفمبر 2016
النوادي الليلية تخضع لسيطرة المليشيات(باتريك باز/ فرانس برس)
+ الخط -


تصاعدت في العاصمة العراقية بغداد أخيراً عمليات اقتحام ومداهمة مليشيات "الحشد الشعبي" للمقاهي والنوادي الليلية، في حين أكد بعض أصحاب هذه الأماكن أنهم يدفعون إتاوات للمليشيات.

واقتحم عشرات من عناصر المليشيات العراقية، فجر اليوم الأربعاء، مقهى ليلياً في شارع أبو جعفر المنصور وسط بغداد، بحسب مصدر في وزارة الداخلية العراقية.

وأكد المصدر لـ"العربي الجديد" وقوع اشتباكات بالأيدي بين المقتحمين وحراس المقهى، مشيرا إلى دخول مسلحي المليشيات المكان بعد إطلاق نيران كثيفة في الهواء.

وأشار إلى اعتقال عدد من رواد المقهى والعاملين فيه، مبينا أن عمليات الاقتحام التي تنفذها المليشيات على النوادي الليلية في منطقتي المنصور والكرادة وسط بغداد أصبحت شبه يومية.

وقال صاحب مقهى ليلي في شارع 14 رمضان في حي المنصور، وسط بغداد، علي الكناني إن "عمليات السطو المسلح على النوادي والمقاهي الليلية من قبل المليشيات المسلحة، أصبحت ظاهرة لا تمكن السيطرة عليها، ما لم تتخذ الدولة إجراءات رادعة في هذا الشأن". وبيّن في حديث لـ"العربي الجديد"، أن جميع أماكن الترفيه الليلية في بغداد حصلت على موافقات حكومية رسمية، وتدفع مبالغ مالية كبيرة مقابل ذلك.

وأضاف "نتعرض إلى ضغوط كبيرة، وعمليات ابتزاز متكررة من المليشيات التي قسمت منطقة المنصور إلى قواطع للنهب والاستيلاء على أموال الغير". وأكد أن المقاهي الواقعة في شارع 14 رمضان تتبع كتائب حزب الله في العراق، في حين تسيطر مليشيا "سرايا السلام" على منطقة دور السود، ومليشيا "عصائب أهل الحق"، تفرض سيطرتها على شارع أبو جعفر المنصور.

أحد العاملين في مقهى ليالينا في حي المنصور وسط بغداد، ويدعى أحمد يوسف، قال إن "عمليات ابتزاز مالكي المقاهي ومرتاديها، تنفذ على مرأى ومسمع من قوات الجيش العراقي التي تسيطر على المنطقة"، موضحا لـ"العربي الجديد"، أن بعض المليشيات تستعين باستخبارات الجيش المتواجدة في مطار المثنى وسط العاصمة العراقية في تنفيذ مداهماتها.

وتُتهم بعض الأحزاب العراقية بالوقوف وراء أغلب النوادي الليلية في بغداد، لتوفير عوائد مالية إضافية.

وقال نواب عراقيون في وقت سابق، إن أحزابا إسلامية شيعية تتقاسم موارد صالات القمار في بغداد مع أصحابها، وتحصل على مبالغ تصل إلى نصف مليون دولار يوميا.

وأكد عضو البرلمان العراقي، جوزيف صليوا، في مقابلة متلفزة سابقة، أن جميع الملاهي والبارات تديرها الأحزاب الإسلامية، مبينا أنهم يديرون هذه الأماكن مقابل الحصول على مبالغ مالية. وقررت وزارة الداخلية العراقية العام الماضي إغلاق الملاهي والنوادي الليلية في بغداد، لكنها أعادت فتحها بعد تظاهرات نظمها فنانون، وناشطون، وأصحاب المقاهي الليلية.