ثلثا البريطانيين يتنفسون هواء ملوثاً

26 مايو 2017
هواء لندن ملوث (كريس جاي راتكليف/ Getty)
+ الخط -
يعيش نحو 40 مليون شخص في بريطانيا في مدن تتجاوز فيها مستويات ثاني أوكسيد النيتروجين الضار الحدود القانونية التي وضعها الاتحاد الأوروبي، أي نحو ثلثي سكان البلاد التي يقطنها 65 مليون نسمة.

هذه النتائج، التابعة لدراسة كلف حزب العمال المعارض بإجرائها، تثير مخاوف جديدة بشأن التأثير الصحي العام لتلوث الهواء، وذلك بعد ربط نوعية الهواء السيئة بالأمراض والوفيات المبكرة.

في هذا الإطار، وصفت وزيرة البيئة في حكومة الظل سو هيمان مستويات تلوث الهواء بأنّها أزمة وطنية. وقالت لصحيفة "ذا غارديان" إنّ حزب العمال لن يسمح للمحافظين (الحزب الحاكم) باستخدام الانتخابات العامة المفاجئة أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لتأخير هذه القضية لأنّها تعرّض الملايين من الأطفال البريطانيين للخطر.

تكشف البيانات الجديدة أنّ 59 في المائة من سكان بريطانيا، يعيشون وسط مستويات تلوث غير قانونية، في مدن ومناطق عديدة منها أبردين وبرمنغهام وبورنموث وبيرنلي وليدز وشيفيلد، التي تخرق جميعها الحدّ القانوني لثاني أوكسيد النيتروجين. أمّا في العاصمة لندن وحدها، فنسبة التلوث الناتجة بمعظمها عن مركبات الديزل، تعتبر المسؤولة عن 5900 حالة وفاة مبكرة سنوياً.
وبموجب معايير الاتحاد الأوروبي لجودة الهواء، ينبغي ألاّ تتجاوز مستويات ثاني أوكسيد النيتروجين حاجز 40 ميكروغراماً لكلّ متر مكعب من الهواء وهو ما تتجاوزه تلك المدن.

من جهته، يقول اللبناني إدوارد (75 عاماً) المقيم في شيفيلد منذ أكثر من 10 سنوات، لـ" العربي الجديد" إنّ بعض الفاعلين لا يهتمون بصحة المواطن، ويطلب تدخل القانون تجاه القضايا المتعلقة بصحته، فحين أثيرت حالة تأهّب سابقة في ما يتعلق بمادة الرصاص في البنزين، أصرّت شركات السيارات والنفط على غياب الحلول السهلة، وقالت إنّ البديل سيكلّف المليارات ما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار البنزين والسيارات. يتابع أنّه في الواقع تمّ استبدال عنصر رباعي الإيثيل المضاد للرصاص، عندما طلب القانون ذلك، ما أدّى إلى انخفاض أسعار البنزين، وتحسّن مذهل في الصحة.

يلفت إدوارد إلى أنّه يعاني من مرض الربو الذي بدأ بعد سنوات من وصوله إلى البلاد، لذلك لجأ للعيش في مدينة شيفيلد لاعتقاده أنّها تتمتّع بهواء أنقى وأنظف من العاصمة لندن. يعبّر عن صدمته بتصنيفها ضمن المدن التي تنتهك الشروط المطلوبة من قبل الاتحاد الأوروبي، ويتساءل: "أين يهرب الناس من هذا التلوث الذي يصيبهم بالأمراض ويقتل أطفالهم قبل الأوان؟".

المساهمون