"فكّر بغيرك" في مخيم عين الحلوة

18 مايو 2019
نشاط يومي (العربي الجديد)
+ الخط -
فرحة الفلسطينيين في لبنان بشهر رمضان، تنغصها الظروف المعيشية القاسية في المخيمات. وبينما يفرض الشهر الكريم على ربة المنزل روزنامة من النشاطات المرتبطة بمائدتي الإفطار والسحور، فإنّ السفرة الرمضانية المكلفة في لحومها وخضرها وحلوياتها وعصائرها ومستلزماتها المختلفة، صعبة التجهيز في تلك المخيمات، فتكون "على قدّ الحال".

في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، في صيدا، جنوبي لبنان، بيوت تشتهي أن تدخل إليها اللحوم، والحلويات، في رمضان وغيره. هذا الوضع هو الذي دفع مجموعة من الشباب الفلسطينيين في المخيم لإقامة مشروع بعنوان "فكّر بغيرك". يقول منسق حملة "فكّر بغيرك" محمد أبو شقير: "هي حملة تقيمها جمعية ناشط الثقافية الاجتماعية في رمضان من كلّ عام، وتستمر طوال أيام الشهر، وذلك للمساهمة في مساعدة البيوت المستورة، وزرع البسمة على شفاه الأطفال ممن ليس في استطاعتهم الحصول على الطعام، بسبب الضائقة المالية التي يعيشها أهلهم".




يضيف: "قبل حلول الشهر الكريم ينظم فريق شعلة ناشط في المخيم، وفي مدينة صيدا، جولة على المحال التجارية، وأصحاب رؤوس الأموال الذين يستطيعون التبرع، لجمع التبرعات من أجل تأمين وجبات الإفطار لتوزيعها على البيوت التي لحظت في الإحصاء". يتابع شقير: "التبرعات تختلف من شخص إلى آخر، فالبعض يقدم بنفسه وجبات الإفطار، فتكون جاهزة، ونحن في فريق شعلة ناشط نوزعها داخل المخيم، وبعض الأشخاص يقدمون المواد اللازمة لإعداد الطعام، ونحن أيضاً نتولى التجهيز والطبخ ثم وضعه في علب خاصة لتوزيعها". ويؤكد موقع الجمعية أنّ فريق شعلة ناشط يستمر في تلقي التبرعات في إطار حملة "فكر بغيرك" طوال شهر رمضان...



نشاط الفريق مؤثر جداً، بل يبدو حاسماً بالنسبة للمحتاجين، فكثيرون في المخيم محرومون من أبسط الاحتياجات الأساسية. هؤلاء يقبلون عادة بأيّ طعام يبقيهم على قيد الحياة، لكنّ الأمر أصعب بكثير في شهر رمضان وصيامه. كذلك، يعد هؤلاء الناس أنفسهم بكرم هذا الشهر المتعارف عليه، فلا يتمكنون من اعتباره كغيره من أيام العام التي يتدبرون فيها أمورهم بالحدّ الأدنى من الغذاء. هم يريدون فقط أن يكونوا كغيرهم من الناس القادرين على تأمين وجبة الإفطار المتكاملة. هكذا، باتوا يستبقون الحملات حتى، ويقصدون مراكزها لتسجيل أسمائهم كأصحاب حاجة، ويتمنون أن تكون وجبات الإفطار غنية باللحوم الحمراء والدجاج، بل الخضر والفاكهة أيضاً.

محمد، وهو طفل في العاشرة، صودف تواجده في مقر حملة "فكّر بغيرك". كان يراقب الشباب وهم يوضبون الوجبات الغذائية، ويجهزونها في علب بلاستيكية، وينتظر فروغهم من هذه المهمة اليومية، كي يتسنى له نيل حصته وحصة أشقائه ووالدته، والوصول بها إلى البيت قبل أذان المغرب. كان في إمكان محمد، انتظار المتطوعين من شباب الحملة في منزله، إذ إنّهم لا يمكن أن ينسوا اسم أحد المستفيدين في جدول التوزيع، لكنّ فرحته بالطعام جعلته يحضر بنفسه إلى المكان، ليأخذ الوجبات بنفسه، فيعود بها فرحاً إلى البيت. يقول لـ"العربي الجديد": "بيتي بعيد عن مقر الحملة، وأخشى أن يتأخر الشباب في الوصول إليه من أجل إيصال الوجبات إلينا، ويكون قد مضى على الأذان وقت، فنضطر إلى أن نأكل ما تبقى في بيتنا من طعام يوم مضى، إذا بقي شيء. لذلك، صرت أعرف الموعد الذي يبدأون عملهم فيه، وآتي لآخذ حصتنا من الطعام". يضيف: "منذ عامين نحصل على هذه الوجبات من الحملة. ونحن بالفعل نحتاج إليها إذ ليس في إمكاننا تأمين مثلها في البيت، فوالدي مريض، ولا يستطيع العمل، وأمي تعمل في بعض الأحيان من أجل أن توفر لنا ما نحتاج إليه من مصاريف ضرورية".




كسوة العيد
لا يقتصر عمل فريق شعلة ناشط على تقديم وجبات الإفطار، بل يتعدى ذلك إلى نشاطات رمضانية أخرى، من ذلك جمع التبرعات في العشر الأواخر من رمضان من أجل تأمين كسوة العيد للأطفال الفقراء الذين لا يستطيع أهلهم تدبير شراء الملابس الجديدة لهم في العيد، وعددهم في المشروع مائة وثلاثون طفلاً وطفلة.
المساهمون