أوباما يطلق خطة غير مسبوقة تتصدى للتغير المناخي

04 اغسطس 2015
خطة طموحة يعارضها الجمهوريون (GETTY)
+ الخط -


أطلق الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس الاثنين، خطته المنتظرة "من أجل طاقة نظيفة" تجاه "التهديد الكبير" الذي يشكله التغير المناخي على العالم، مؤكداً ضرورة التحرك فوراً، ومعلناً عن فرض قيود غير مسبوقة على محطات توليد الكهرباء.


وأعلن أوباما في البيت الأبيض أن الخطة الأميركية "أحد التحديات الأساسية" في عصرنا، والتي تتألف من سلسلة قواعد وتوجيهات ستفرض للمرة الأولى على محطات توليد الكهرباء، إذ تخفض بحلول 2030 انبعاثاتها من غاز ثاني أوكسيد الكربون بنسبة 32 بالمائة عمّا كانت عليه في 2005.

وقال الرئيس الأميركي إنه "ليس هناك تحد يشكل تهديداً أكبر لمستقبلنا وللأجيال القادمة، من التغير المناخي". وحذر قائلاً:"هذه واحدة من الحالات النادرة بحجمها وآثارها، ما لم نقم بحلها، كما لن نتمكن على الأرجح من التأقلم معها بشكل كاف". كما وصف القيود التي فرضت على محطات توليد الكهرباء بأنها "أهم مرحلة" تقوم بها الولايات المتحدة في مكافحة تبدل المناخ.

وأضاف أوباما إن التغير المناخي وأسبابه مدعومة ببيانات علمية، فيما يشكك عدد من الجمهوريين بحدوث ظاهرة الاحتباس الحراري برمتها أو في مسؤولية البشر عنها.


وأثارت خطة خفض انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون بنسبة 32 بالمائة معارضة شرسة، لا سيما في أوساط الجمهوريين الذين اعتبروها إجراءات "قاسية تتجاوز الحدود"، وأكدوا أنها "ستاتي بعواقب مدمرة على اقتصاد" الولايات المتحدة.

وقال السناتور الجمهوري لامار سميث تعليقاً على الخطة إن إدارة أوباما "تواصل فرض تشريعات مكلفة وغير ضرورية". وأضاف أنه بهذه الخطة "ستغلق محطات لتوليد الكهرباء في البلاد وسترتفع أسعار الكهرباء وسيخسر آلاف الأميركيين وظائفهم".

كما دان رئيس الحزب الجمهوري رينس بريبوس الإجراءات معتبراً أنه قد يكون لها "عواقب مدمرة على الاقتصاد الأميركي".

ولم تقتصر المعارضة على معسكر الجمهوريين، إذ انتقدت مجموعة الضغط المؤيدة لاستخدام الفحم الإجراءات، وقالت إنها ستلاحق إدارة أوباما أمام القضاء لأنها "تطبق خطة غير قانونية تدفع الأسعار إلى الارتفاع".

من ناحيتها، شددت رئيسة وكالة حماية البيئة الأميركية جينا ماكارثي على أن القواعد "منطقية وقابلة للإنجاز". وتابعت "يمكنهم تقليص تلوث الكربون بأي طريقة يرونها منطقية". وأوضحت "لا يفرض على أي منشأة تطبيق هذه الإجراءات بمفردها، أو جميعها في آن، بل في إطار مجهود يشمل الشبكة بكاملها وعلى فترة زمنية".

كما صرحت المرشحة الديمقراطية إلى البيت الأبيض هيلاري كلينتون أن هذه الإجراءات تشكل "خطوة كبرى إلى الأمام".


ورحب الاتحاد الأوروبي على الفور بخطة أوباما و"جهوده الصادقة" لخفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. وهنأت وزيرة البيئة الفرنسية سيغولين روايال على موقع تويتر للرسائل القصيرة، الرئيس أوباما على "التزامه" قبل مؤتمر باريس. وتشير بذلك إلى الاجتماع الذي سيعقد في باريس بإشراف الأمم المتحدة، ومشاركة 195 دولة للبحث في كيفية إبقاء ارتفاع حرارة الكرة الأرضية الناجم عن تركز غازات الدفيئة في الجو، دون درجتين مئويتين.

وكان أوباما أكد قبل خطابه أن هذه الاجراءات ستخفض كلفة الطاقة في المستقبل بالنسبة للمواطنين العاديين وتخلق وظائف في قطاع الطاقة المتجددة، وتضمن خدمات طاقة موثوقة بشكل أكبر.

ومن المقرر أن يزور الرئيس الأميركي في الأشهر المقبلة ألاسكا لتسليط الضوء على تبعات الاحتباس الحراري. كما سيستقبل البابا فرنسيس في البيت الأبيض حيث سيطلق الرجلان نداء مشتركاً للتحرك.

اقرأ أيضاً:الفقر والتغيّر المناخي يهددان العالم

المساهمون